أمهلت شرطة جدة أصحاب الكبائن الهاتفية العمومية مدة لا تتجاوز 45 يوماً لتطبيق الاشتراطات الجديدة لمنع محاولات استخدام الهواتف العــمــومية في البــلاغات الكاذبة. وكشف مدير الأمن الوقائي العميد محمد المقاطي ان مدير الشرطة أصدر تعليماته بالاجتماع باصحاب الكبائن لشرح المتطلبات الجديدة التي تشمل تركيب كاميرات ومعرفة هوية مستخدمي الهواتف العمومية بالاسم والعنوان ورقم الاقامة للمقيمين أو البطاقة للمواطنين.وأوضح المقاطي ان عمليات الشرطة تلقت 122 بلاغاً كاذباً من الكبائن العمومية، مشيراً الى انه تم أخذ التعهدات اللازمة على أصحاب تلك الكبائن للالتزام بالتعليمات الجديدة، وتعاون ملاك (55) كابينة حتى الآن وجار استكمال المطلوب مع الكبائن الأخرى.
وتتضح سلبيات البلاغات الكاذبة في كونها ازعاج للسلطات، في وقت تحرص فيه الجهات المختصة على التعامل بجدية مع أي بلاغ والتدخل السريع في إطار الهدف العام وهو انقاذ الارواح والممتلكات.
وتتلقى الاجهزة الامنية الكثير من البلاغات بصفة متكررة، وأوضح المتحدث الرسمي بشرطة جدة العميد مسفر الجعيد ان بعض البلاغات يتعلق بوجود متفجرات داخل مراكز شهيرة في منطقة البلد ويتضح بعدها ان البلاغ كاذب.
وحسب الاحصائيات غير الرسمية يصل عدد البلاغات الكاذبة الى 100 بلاغ تلقتها الاجهزة الامنية في منطقة مكة المكرمة، تعود لذوي النفوس الضعيفة والمراهقين سواء من الوافدين أو المواطنين.
ومع ان السلطات المختصة تحرص على التحقق من أصحاب البلاغات خلال تلقيها المكالمات، إلا أنه ثبت ان معظم أسماء وعناوين المبلغين وهمية، فيما يحرص ضعاف النفوس على استخدام الكبائن العمومية أو شرائح الجوال التي تباع في السوق السوداء لتمرير بلاغاتهم الكاذبة.
وتلقت غرفة العمليات في الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة خلال الفترة الماضية 24 بلاغاً كاذباً حول حرائق في مدارس ومجمعات سكنية.
وقال مدير الادارة العميد عادل يوسف زمزمي ان التعليمات الصادرة تشدد على التعامل بجدية مع البلاغات، مشيراً الى ان اصحاب تلك البلاغات مستهترون دائماً، ولا يشعرون بالمسؤولية، وبعضهم مرضى نفسيون.
وأضاف ان بعض البلاغات تكتشف أحياناً انها كاذبة قبل انتقال فرق الانقاذ الى الموقع، وابان ان ابرز البلاغات كانت من شخص يدعي احتجازه داخل مصعد في مستشفى شهير، وبعد الاتصال بالمستشفى تبين عدم صحة الحادثة، وبعد التحريات اتضح ان الجوال باسم والد صاحب البلاغ والذي افاد ان ابنه مريض نفسياً، كما استطاعت غرفة العمليات اكتشاف عدم مصداقية بلاغ باحتجاز في مجمع سكني، وآخر عن احتراق عائلة داخل سيارة. ولا تقتصر البلاغات الكاذبة على جهة بعينها بل تمتد الى العديد من الادارات فمرور جدة على سبيل المثال تلقى مؤخراً 45 بلاغاً كاذباً عن حوادث مرورية وهمية، يطالب فيها المتصلون بسرعة المباشرة لانقاذ المصابين (حسب ادعاءاتهم).
وقال مدير المرور العقيد محمد حسن القحطاني ان هناك 500 فرقة مرور تعمل ميدانياً، لذا يسهل الوصول الى موقع الحوادث في حالة تلقي أي بلاغ، ولا يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة.
وينشغل الهلال الاحمر ايضاً بمثل هذه البلاغات، من خلال عمل غرفة العمليات على مدى الـ24 ساعة. وأوضح مدير الادارة بجدة منصور منشي ومساعده محمد هلال العمري ان البلاغات الكاذبة مزعجة جداً، ويقوم بها اشخاص لا ضمير لهم إذ انهم يعرفون جيداً مدى حرص الاسعاف على مباشرة البلاغات، وسبق ان اتصل شخص للابلاغ عن حاجة مريض لاسعاف امام احد المجمعات السكنية واتضح ان البلاغ كاذب، ولم يتسن الوصول الى الشخص المبلغ لاحقاً بعد ما أغلق جواله. ولم تسلم عمليات حرس الحدود أيضاً من البلاغات الكاذبة، وقالت المصادر ان الادارة تلقت 15 بلاغاً من هذا النوع خلال 30 يوماً، واضافت ان ابرزها اتصال يطالب سرعة انقاذ اطفال غرقوا في البحر، واتضح لاحقاً عدم مصداقية البلاغات.