-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
أكد خبراء سياسيون لـ «عكاظ» أهمية الجولة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولقاءاته مع عدد من قادة الدول العربية، قبيل توجهه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين (G20)، وذلك عطفا على التحديات والملفات الإقليمية المهمة، التي ستكون محور هذه اللقاءات، إضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية، خصوصا أنها تأتي قبل أيام من القمة الخليجية الدورية في الرياض خلال شهر ديسمبر القادم.

وشدد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، على أهمية توقيت هذه الزيارة في ضوء التحديات الخطيرة التي تواجه العالم العربي والتحالفات الإقليمية، منوهاً بأنها تأتي للتنسيق مع قادة تلك الدول قبيل القمة الخليجية في الرياض، مؤكداً أن القمة السعودية المصرية ستشهد مناقشة العديد من الملفات الساخنة، من بينها الأوضاع الإقليمية في سورية واليمن والعراق وليبيا والقضية الفلسطينية، ومنع التدخلات الإيرانية في المنطقة، فضلاً عن التطرق إلى الأوضاع العالمية، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو ما عكسته المناورات العسكرية في تمرين «درع العرب-1» الذي استضافته مصر أخيرًا.


ويرى غباشى أن زيارة ولي العهد للقاهرة مهمة وإيجابية وليست بروتوكولية، مبينا أن المملكة كانت قد أعلنت عدداً من المشاريع الاستثمارية في مصر، ومن المتوقع طرحها للنقاش خلال لقاء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولافتا إلى أن الطرفين على مشارف استراتيجية واحدة في التعامل مع قضايا المنطقة.

من ناحيته، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري السفير محمد العرابي، أن الزيارة تأتي في توقيت مهم قبيل القمة الخليجية المرتقبة، وتوطيدا للعلاقات بين الأشقاء على المستويين الرسمي والشعبي، ولاسيما في تلك المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والتي تحتاج إلى مثل هذا التنسيق على أعلى المستويات، موضحاً أن الزيارة لها أبعاد سياسية مهمة، من بينها التأكيد على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وضمن منظومة الأمن القومي العربي، وعدم قبول أي محاولة من إيران أو غيرها للتدخل في شؤون المنطقة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، فضلا عن تعزيز التوافق تجاه القضايا الأساسية في المنطقة، وفي مقدمتها استمرار العمل على استعادة الشرعية باليمن والتخلص من الانقلاب الحوثي المدعوم من طهران، وهو ما يقودنا إلى واقع عربي جديد موحد نصبو إلى تحقيقه بالشكل الأمثل. ويرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة، أن تحركات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخارجية سواء عربياً أو عالمياً تهدف إلى إيجاد حلول لقضايا المنطقة الراهنة، وهي الملفات التي حملها ولي العهد على عاتقه منذ تحمله المسؤولية في بلاده، كما تشهد زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة استعراض عدد من الملفات الإقليمية، وأهمية تعزيز التعاون والتضامن العربي للوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تواجه الأمة العربية، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار، مشددا على أهمية التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة. وتوقع سلامة أن تشهد زيارة ولي العهد للقاهرة تعزيز أوجه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، مشيراً إلى أن الزيارة تصحبها شراكات اقتصادية في ضوء مرافقة وفد اقتصادي رفيع المستوى لولي العهد، لمراجعة ما تم إنجازه من قبل مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك، ملمحًا إلى توقيع عدد من بروتوكولات التعاون الاقتصادي بين البلدين.