مع انتشار العلاج بالرقية الشرعية من قبل اشخاص مشهود لهم بالتقوى يعملون على استئصال شأفة السحر وأفعال السحرة والمشعوذين فإن السؤال الذي يطفو على السطح يتمثل في من هو الساحر وما الأسباب التي تجعل الانسان يضل عن رشده ويسلك طريق السحر؟
اجابة هذا السؤال نجدها لدى المعالج بالرقية محمد عبدالله بن حميد الغامدي الذي اوضح ان الساحر انسان غوى عن طريق الحق وأعرض عن ذكر الله وابتلى بالشياطين حيث قال عز وجل {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الآية.واضاف ان الساحر يصبح ساحرا بعد تعلمه السحر وكفره بالله.
أول شرط
وهذا أول شرط للشياطين ان يكفر بالله فإذا أراد الساحر ان يعمل سحرا للرجل أو المرأة فلا يتم ذلك الا بعد ارادة الله عز وجل يرسل أحد الجن الى الشخص بعد أخذ الاثر منه فيقوم بمتابعة الشخص "الضحية" وفي غفلة منه أو في حالة غضب شديد أو فرح عارم أو اثناء انكبابه على الشهوات فيتلبسه الجان ويصبح مصابا بالمس والسحر.
علاقة ثنائية
وفيما اذا كانت هناك علاقة بين الساحر والشياطين من الجن قال: هناك علاقة بين الاثنين وذلك حسب اطاعة بعضهم لبعض والعقد بين الشيطان والساحر عقد حقيقي وليس ضرباً من الخيال وقد شاهد الكثيرون في احدى القنوات اعتراف أحد السحرة بأنه عقد اتفاقا مع الشياطين بعد كفره بالله عز وجل ومثل هذا الساحر باع نفسه رخيصة للشيطان لمساعدته في أعمال الشر والحاق الأذى والضرر بالناس والساحر يهون عليه ايذاء زوجته وأولاده وأخوته فما بالك ببقية الناس.
يسحر زوجته
وفيما اذا كان استقبل ساحرا في مجلسه من قبل قال: نعم أتاني ساحر ولم أكن أعلم أنه كذلك وكان يريدني ان اقرأ على زوجته وقد كان حاضرا وهو يستمع الى القرآن الكريم وفي اليوم الثاني من موعد الرقية جاءت الزوجة مع ابنها ولم يكن معها الساحر، فعند القراءة عليها من قبل زوجتي التي تقوم بالقراءة على النساء نطق الجان على لسانها وقال ان الذي سحرها هو زوجها "الساحر"، وفي البداية حينما تم ابلاغي بما قاله الجان لم أصدق ذلك فسألت الابن الذي جاء مع والدته عن أحوالهم فقال انهم أسرة مشتتة بفعل والده الذي يستخدم السحر والطلاسم وبعد مشاورات مع الابن حول ابلاغ الجهات الأمنية عن والده حتى يلقى القبض عليه اقتنع الابن وكذلك بقية أفراد الأسرة على الابلاغ وفعلا تم الاتصال بالجهات الأمنية المسؤولة وتم ضبط "الساحر" متلبسا بالطلاسم وأودع السجن واسأل الله عز وجل ان يتوب عليه وان يرده الى صوابه.
وفيما اذا كانت هناك علاقة بين الامراض العضوية والنفسية قال نعم هناك علاقة حيث يقوم الجني بالدخول الى الجسد اما بالسحر أو العين أو العشق حيث يمسك السحر بعضو معين في الجسد عن طريق الدماغ فيصاب الضحية بضيق شديد في الصدر وكذلك باكتئاب حاد فلا يفيد فيه الطب أو العلاج النفسي انما بعد ارادة الله عز وجل يكتب له الشفاء بعد ان يرقى بالرقية الشرعية. وعن اشتراطات الرقية الشرعية قال اولا اخلاص النية لله سبحانه وتعالى والتوكل عليه واعتقاد الراقي والمرقي عليه ان الشفاء من الله وحده فالراقي بشر ليس بيده شيء.
الضرب للعلاج
وعن رأيه في اعتماد بعض الرقاة على الضرب لعلاج المرضى قال لا أرى ان الضرب أو الخنق أو الصعق بالكهرباء يفيد المرضى لذا على الراقي ان ينصح الجن الذين يتلبسون الضحية بأن يخرجوا فالقرآن الكريم غالب ليس مغلوبا.
وبحمد الله فان الرقية الشرعية عالجت حالات كثيرة عجز الطب الحديث عن علاجها.
وعن الوسائل التي يستخدمها في علاج السحر وغيره قال العلاج يبدأ باعداد برنامج لمتابعة حالة المريض مع اعطائه الماء المقروء عليه وماء يرش على المريض بواسطة احد أفراد اسرته كما ان من ادوات العلاج عشبة الغسل وهي مكونة من عدة اعشاب ويجب ان يكون الاغتسال خارج دورة المياه.
وفيما اذا كانت الرقية عالجت حالات عجز عنها الطب الحديث قال اذكر انه في احد الايام جاءتني أسرة بطفل صغير مصاب بقصر النظر وكان يرى الاشياء على غير حقيقتها فبعد الرقية وعمل الضماد على رأسه شفي الطفل واصبح يرى بصورة طبيعية.
وعن اشد انواع السحر قال: سحر التفريق من اشد أنواع السحر يليه سحر التخييل وعن اسباب عدم استجابة بعض المصابين بالسحر وغيره للعلاج بسرعة قال نعم يحدث ألا يستجيب بعض المرضى للعلاج بسرعة حيث يقوم الساحر الذي عمل السحر بمتابعة السحر عندما يعرف ان الشخص المسحور ذهب للعلاج بالرقية الشرعية وفي مثل هذه الحالات فان الجانب المتلبس للانسان يجعله يكره سماع القرآن الكريم او ارتياد مجلس الرقية ويجعله يصد عن ذكر الله وفي مثل هذه الحالات فان على المقرئ بذل جهده والاستعانة بأسرة المريض لتقنعه بالعلاج بالرقية وان يهيئوا له الجو النفسي ليداوم على الصلاة جماعة والاكثار من تلاوة القرآن الكريم ومن ثم يأتي دور الراقي في القراءة على المسحور حتى يخرج الجان من جسده وفيما اذا كان قد تعرض لتهديد الجان قال نعم حدث ذلك في بداية عملي بالرقية ولكني بفضل من الله لم ابال بذلك لانني اعرف تماما انه لن يصيبني الا ما كتبه الله لي.
وعن بدايته مع الرقية قال: كان ذلك قبل 14 عاما حيث رأيت في منامي بأنني امام أصلي بالناس في الحرم المكي الشريف ومن ثم فسرت هذا المنام وقال لي احد المشايخ جزاه الله خيرا سيأتيك أمر تحبه وستقوم بعمل جليل ومن ثم تطرقت للقراءة واطلعت على المصادر الشرعية لفترة طويلة ثم بدأت في الرقية الشرعية.