متظاهرون في نيويورك ضد قرار ترمب. (أ. ف. ب)
متظاهرون في نيويورك ضد قرار ترمب. (أ. ف. ب)
-A +A
«عكاظ» (بغداد)
@OKAZ_online

باتصال الرئيس الأمريكي ترمب مع نظيره التركي رجب أردوغان أمس (الأربعاء) بدأ البيت الأبيض ترتيب أوراق المنطقة والتحالفات لمواجهة التمدد الإيراني، وهو ترتيب تزامن مع كشف مسؤولين أمريكيين عن أن ترمب يبحث اقتراحا لتصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية ووضعه على القوائم السوداء.


التسريبات الأمريكية بدراسة وضع الحرس الثوري الإيراني واتصال ترمب بأردوغان واتفاقهما على تصميم بلديهما على مواصلة الحرب ضد كافة أشكال الإرهاب، ستكون الحلقة الأولى من خطة محاصرة الخطر الإيراني والإرهاب الذي تنشره إيران في سورية والعراق ومناطق أخرى. وبات الأتراك أمام النأي وفك الارتباط بموسكو والدخول في تحالف جديد مع الإدارة الأمريكية.

إشراك الرئيس ترمب لتركيا في الترتيبات الجديدة، وتأكيده أن أنقرة شريك إستراتيجي وحليف في «الناتو» ضيق الخناق على الخطط الإيرانية في المنطقة، خصوصا أن تركيا تتخذ مواقف معارضة للنظام السوري ولقناعة النظام التركي أن إيران والإرهاب بشتى صوره الميليشاوية والداعشية وجهان لدمار واحد ترعاه إيران وبه تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط.

ولعل دراسة البيت الأبيض لوضع الحرس الثوري على قائمة الجهات الإرهابية، ستحد من تشديد قبضة حرس الثوري، الممول الرئيسي لجماعات الإرهاب وميليشياته داخل إيران وخارجها وهو ما ستساهم فيه أيضا تركيا خصوصا أنها الحليف الأقرب والأهم لواشنطن في مواجهة الخطر الإيراني.

ترمب لجأ في مواجهته لإيران إلى خيار التحالفات وهو الخيار الأنسب لمواجهة إيران، خصوصا أن جغرافية تركيا تقع في قلب المنطقة، التي تعيث فيها إيران الخراب ولذلك جاء التفاهم التركي ـ الأمريكي بعيد تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران وبذلك تبدأ الاصطفافات والتحالفات الجديدة تتشكل في المنطقة.

ويبقى مهما أن التفاهم التركي ـ الأمريكي يأتي بعد أيام من انتقاد ترمب للتدخل الإيراني في العراق، وقوله إن طهران تتوسع أكثر فأكثر في العراق حتى بعد أن بددت الولايات المتحدة ثلاثة تريليونات دولار هناك منذ مدة طويلة.

إذن مع التفاهمات والتحالفات الجديدة في المنطقة والتي بدأت تتشكل أمامها قضيتان مهمتان، الأولى سورية والثانية إيران، ويبقى السؤال إلى أي مدى يمكن لهذه التحالفات إجهاض المشروع الإيراني في المنطقة.