سوف تواجه في زملائك من يعتقد انه علامة في هذا الكون والعالم الفاهم بأحوال البشرية وأمور الأزمنة وظروف الأماكن فيظن انه موسوعة عظيمة تضم كل معرفة وتجمع كل شاردة وواردة كما ستجد من يعتقد انه صاحب فطنة وحكمة وذكاء ونبوغ فيظن أن كل قول يعرضه فيه فكر ثاقب ورأي سديد ونظر بعيد فرأيه هو الصواب الأصوب وقوله هو العظيم الأميز.. وان آراء الآخرين مردودة منقوصة لا تساوي مع رأيه مثقال ذرة ولو كان هذا من المنكبين على قراءة الكتب والموسوعات ومن الحريصين على مجالسة العلماء والمفكرين ومن المعلمين للطلاب والدارسين ومن صناع الكتب ومؤلفي الحروف لقلنا عنه أنعم به وأكرم، بما يقول من الحقيقة نصغى فنسمع قوله ونأخذ ونعمل برأيه، لكنه هو المتخصص أنى له أن يستوعب العلوم كلها أو يدرك الفنون جميعها، انما يصيب ويخطئ ومثل هذا لا تحاول ان تصطدم به أتركه وشأنه فلعله يوما يراجع نفسه ويعرف حجمه وحدود فهمه ومستوى قدراته، لأنك مهما حاولت ان تحاوره أو تناقشه، فلن يفتح لك قلبه، ولن يستجيب لك عقله لأن لديه حراسة مشددة تردع من يأتيه وترفض من يطرق بابه، واذا استوجب الحال مواجهته، فاستمع اليه باهتمام واشرح له بهدوء وجهة نظرك وكن مستعدا لقبول حل وسط حاول ان استطعت بحيلة علمية أو خدعة ذكية ان تكسبه لصالحك وتجذبه في اتجاهك.