ذكر الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي في (الإعلام في المملكة العربية السعودية) ضمن حديثه عن الإعلام الخارجي ، صحف ومطابع خارج الوطن .. فبعد أن استعرض دور الزهير والثنيان والدخيل الصحفي في العراق تطرق إلى ما سبق أن ذكره محمد سعيد المسلم في كتابه (القطيف – واحة على ضفاف الخليج) من أسماء مواطنين سعوديين قاموا بنشاط صحفي في العراق أيضاً فبعد أن جاء على ذكر سليمان الصفواني ومحمد حسن النمر قال : “أما الثالث ، فهو الشاعر والمؤرخ عبدالله الجشي الذي ولد في القطيف سنة 1342هـ /1922م وأقام فترة في العراق ، وأسندت إليه مهمة تحرير مجلة (الغري) في (النجف) فترة من الزمن ، قبل أن يعود إلى وطنه سنة 1367هـ/1947م ليواصل مشاركته في الصحافة السعودية والخليجية ، وفي التأليف .. وقد جاء تعريف لمجلة (الغري) في كتاب (الصحافة العربية .. نشأتها وتطورها) فوصفها بأنها “مجلة أدبية شهرية أسسها في النجف الأشرف شيخ العراقيين الشيخ عبد الرضا آل كاشف الغطاء عام 1938م وقد كانت من المجلات الأدبية الراقية ، وقد انقطعت عن الصدور في حوالى عام 1949م.. وقد اطلعت على أعداد المجلة الموجودة في مكتبة الملك فهد الوطنية من العدد الأول الصادر في 1939م إلى منتصف عام 1950م.
ووجدت مشاركات متفرقة للشيخ عبد الرسول الجشي – والذي تحول اسمه فيما بعد إلى عبد رب الرسول ثم إلى عبد الله- فقد نشر سلسلة من المقالات عن (الدولة القرمطية) اطلعت على أربع حلقات منها ، كما نشر للجشي في العدد 16-151 بتاريخ 20 رجب 1363هـ الموافق 11 تموز 1924م لسنتها الخامسة قصيدة بعنوان (قبس من نور محمد) قال في مقدمتها :
ما للحجاز يميس في خطراته
والزهو كل الزهو في بسماته
صحراؤه تهتـز نشوى كلما
أضف عليها البدر من نظراته
تهتز والأحلام ملء فؤادها
وتراقص الآمال في ساحاته
رمقت محاجرها جبال تهامة
كالمستهل مصوباً لحظاته
والركب في الصحراء غرد معلناً
بقدومه ما بين زهو حداته
مسحت محياه الرمال فأشرق
الأفق البعيد بها وست جهاتــه
****
واختتمها بقوله:
يا أمة شمخت به بأنوفهــا
والمجد قد بلغت بـه غاياتــه
في كل عام جددي ذكرى لـه
في يوم بعثته برغـم عداتــه
غنت ببعثته العصور فصفقت
هذي القلوب على صدى نغماته
النجف .. الجشي
كما عثرت له على قصيدة (عيد النهضة) ص 343 من السنة السادسة من مجلة (الغري).
وفي العدد المزدوج 17-18 من المجلة نفسها الصادرة في 27 ربيع الثاني 1367هـ الموافق 9 آذار- مارس 1948م . نجد له قصيدة قصيرة بعنوان (لا كنت من صرعى الهوى) تقول : في إحدى حفلات السمر إقتُرِحَ تشطير هذه الأبيات على الحاضرين وقد شطرها الشاعر فحكم له بالسبق في هذه الحلبة .
يا ربع أين ترى الأحبة يمموا
بلغوا المنى هل أنجدوا أم اتهموا
لا كان ليل مسدف في صبحـه
رحلوا ولا خلت المنازل منهم
رحلوا وقد كتموا الغداة مسيرهم
سلموا فهم في القلب أنى خيموا
قد أبدلوا برجاً ببرج آخر
وضياء نور الشمس ما لا يكتم
واستبدلوا أرض العقيق عن الحمى
سعد العقيق بهم وطاب المـوسم
لا كنت من صرعى الهوى إن لم تكن
روت جفوني أي أرض يمموا
الجشي
هذا وقد كرم الأستاذ عبد الله الجشي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة - الدورة العشرين لعام 1426هـ/ 2005م كما جرت العادة في تكريم شخصية أدبية لها جهود مميزة في كل دورة . وقد ترجم له ضمن كتيب (الشخصيات السعودية المكرمة) “.. ولهذا كان اختيار اللجان الثقافية هذا العام للأستاذ الأديب عبد الله الشيخ علي بن حسن الجشي والمولود في مدينة القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة عام 1926م .. بدأ الشعر وعمره خمسة عشر عاماً ، وانتمى إلى جمعية الرابطة الأدبية في النجف في العراق عام 1941م .. شارك في تحرير عدد من الصحف مثل : مجلة الاعتدال النجفية وجريدة أخبار الظهران التي كانت تصدر بالدمام ، وصحيفة الفجر الجديد . وتولى تحرير مجلة (الغري) النجفية .
نشر شعره وبحوثه في مجلات الغري ، والهاتف ، والاعتدال ، والبيان ، التي كانت تصدر بالنجف ، وفي مجلة صوت البحرين والمجلات الكويتية ، ومجلة العرب التي كان يصدرها الشيخ حمد الجاسر وغيرها .
صدر لـه مجموعات شعرية منها (الحب للأرض والإنسان) (وقطرات ضوء) .
كما ترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة):
عبد الله علي الجشي . اسمه : عبد رب الرسول الجشي ، من مواليد القطيف 1342هـ/ 1924م . نزح إلى العراق عام 1356هـ/1935م وتولى إدارة مكتبة الرابطة الأدبية ، تولى تحرير مجلة (الغري) العراقية التي احتجبت عن الصدور فيما بعد ، لـه أشعار منشورة في عدد من الصحف المحلية والعربية .
وقد وردت أسماء كثيرة لسعوديين شاركوا في تحرير كثير من الصحف والمجلات خارج المملكة ، نذكر منهم :
- الشيخ باقر بن الشيخ موسى أبو خمسين (1336-1413هـ) : له مشاركات كثيرة في الكتابة الصحفية مثل مجلة (الغري) و(العدل الإسلامي) و(العرفان) اللبنانية ، و(البيان) النجفية ، و(الهاتف) وغيرها . أنشأ مجلة (الندوة) وهي أدبية ثقافية إخوانية نصف شهرية ، ومديرها المسؤول الشيخ عبد الهادي الفضلي .
- الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (1354هـ) : اختير في النجف عضواً في أسرة تحرير نشرة (الأضواء) التي تصدرها (جماعة العلماء) وعضواً في هيئة تحرير مجلة (النجف) التي تصدر عن (كلية الفقه) ، وفي جامعة الملك عبد العزيز بجده اختير أيضاً عضواً في هيئة تحرير نشرة (أخبار الجامعة) .
ونعود مرة أخرى للدكتور عبد الرحمن الشبيلي في كتابه (الإعلام في المملكة) فنجده يحيلنا إلى كتاب محمد سعيد المسلم (القطيف – واحة على ضفاف الخليج) والذي يذكر أسماء آخرين ممن قاموا بنشاط صحفي في العراق ومنهم :
الأستاذ محمد سعيد المسلم الذي ولد في القطيف سنة 1341هـ/1921م وأنشأ مكتبة الخليج العربي في بغداد ، وامتهن الصحافة في العراق ، قبل أن يعود للمملكة عام 1380هـ/1960م ليسهم في تحرير جريدة (أخبار الظهران) بعد صدورها ، ويعمل في مجال التأليف .
وبعد أن تطرق إلى جهود كل من : سلمان الصفواني ومحمد حسن النمر وعبد الله الجشي ، الذين سبقت الإشارة إليهم وذكر جهودهم ، جاء على ذكر (رجب بركات) وهو أحد مؤرخي الصحافة في العراق ، وكان رئيساً لبلدية البصرة في الخمسينات الميلادية ، وإن عبد العزيز بركات الرديني ، وهو من أصل سعودي ، كان قد أصدر جريدة (المنار) في البصرة وكانت لسان حال حزب الاستقلال .
كما يذكر الدكتور الشبيلي أن هناك صحيفة تحمل اسم (القاهرة) قد ظهرت في مصر وقد تولى تمويلها الأمير فيصل بن عبد العزيز – الملك بعد ذلك- وأسسها أسعد داغر ، ورأس تحريرها حافظ محمود ، وقد صدر عددها الأول في 4/2/1372هـ(12/10/1953م) ، واستمرت في الصدور أربعة أعوام ، وكانت تطبع في ثماني صفحات ، وتعنى عناية خاصة بشؤون العالم العربي ، وتنطق بلسان العروبة والقضية الفلسطينية .
ومن الشخصيات السعودية التي اهتمت بالطباعة وتأسيس المطابع خارج المملكة نذكر خالد الفرج (1316-1374هـ / 1899-1955م) الذي أسس المطبعة العمومية في الهند بعد هجرته إليها عام 1336هـ وطبع فيها مجموعة من الكتب التراثية والشعرية ، وهو شاعر وأديب ومؤرخ ولد في الكويت عام 1316هـ ، وهو من أسرة سعودية من الدواسر ، وبعد إقامته في الكويت وبومبي ولبنان وسوريا والبحرين ، استقر به المطاف في الأحساء والقطيف والدمام ، حيث أسس أول مطبعة عام 1373هـ بالدمام .
وكان أول رئيس لبلدية القطيف وله مؤلفات نذكر منها :
* أحسن القصص أو سيرة الملك عبد العزيز (ملحمة شعرية) .
* ديوان النبط.
* علاج الأمية في تبسيط الحروف العربية .
* ديوان عبد الله الفرج .
* ديوان خالد الفرج .
كما أسس أحمد ملائكة مطابع ودار نشر (ممفيس) بالقاهرة في حدود عام 1370هـ/ 1950م .. واختتم الدكتور الشبيلي حديثه عن (صحف ومطابع خارج الوطن) بقوله : أخيراً لا بد من الإشارة إلى أن هناك صحفاً ومطابع عدة تأسست في الخارج تحمل أسماء أشخاص أو أسماء مناطق ذات صلة بهذه البلاد ، مثل الحجاز والرياض وعكاظ والطائف ، ولم يتم ذكرها هنا ، إما لعدم ثبوت علاقة لها بهذا الوطن ، وإما لأنها في تاريخ صدورها سبقت إنشاء الدولة السعودية المعاصرة ، والموضوع بكامله بحاجة إلى مزيد من الاستقصاء والتوثيق .
عبد الله الجشي ومجلة «الغري»
26 يوليو 2007 - 19:59
|
آخر تحديث 26 يوليو 2007 - 19:59
تابع قناة عكاظ على الواتساب
قراءة : محمد عبدالرحمن القشعمي
