أنت أحلامك، أنت طموحاتك، أما هذا الجسد المترهل، هذه الروح المنكسرة، ليسا أنت، إنهما شخص آخر لا أعرفه.
قتلك الخوف يا صديقي، خوفك من الفشل يفوق رغبتك في النجاح، الخوف يقتل الأحلام، يقتل الأمل، ويصيبك بشيخوخة مبكرة، ويمنعك من صناعة حظوظ يراودك هاجسك اليومي بأنك قادر على صناعتها.
يوجد تفسير لأحلام المنام عند أرباب التفسير، أما أحلام اليقظة فلا تفسير لها إلا العمل عليها، في نهاية أحلام اليقظة لا يوجد إلا المشاعر، الدعاء، التأوهات، في نهاية المشاعر لا توجد لوحات إرشادية نحو الاتجاه السليم، المشاعر لا ترسم على الورق، لا تبني حجراً.
لا تدع مشاعرك تتحكم بك، كلنا بحاجة ماسة لضبط عواطفنا، واحتوائها، عُد مرة أخرى لك، تحمل مسؤولياتك تجاه نفسك، أنقذك منك، فبدايةً تقبّل حياتك الآن، أقبلها كما هي الآن، أقبلها بحب، ثم تحمل مسؤولية أن تضع نفسك في مكان تحبه أكثر، تجد فيه نفسك أكبر، لكن أَحِب نفسك الآن، حياتك اليوم، فلن تستطيع خدمة شيء تكرهه، لن تساعد إنساناً لا تحبه.
لا تأكل رأسك باجترار همومك، لا تحرق الباقي من عمرك بحطب الماضي منه، فالفصل الأخير من حياتك لم تتم كتابته حتى الآن، قل باسم الله ثم اكتبه بقلم أخضر، فلا أحد يستطيع إيقافك عن تحقيق أحلامك إلا أنت.
قم بإعادة تدوير الماضي، كما يفعلون بالنفايات، يستخرجون ذهباً، معادن ثمينة، يقومون بإحراق النفايات وصهرها من أجل اكتساب ثروات، فكل ماضٍ قابل لإعادة التدوير اعتماداً على قدرتنا على تحمل الاحتراق والصهر، ثمة شيء رميناه في منفى الماضي قد يكون ثروة.
لا تسألني ماذا تفعل عندما تتحطم أحلامك، تتكسر روحك، عندما تعجز عن التعامل مع تتالي الضغوطات، عندما تشعر بأنك بذلت كل ما لديك من جهد، لأنني سأقول لك تكراراً لا تكرهك، أَحِبَك، ولا تتعامل مع نفسك بنعومة.
أشعر بك يا صديقي، مررت بك ذات دهر، لم أكن أجد دليلا واحداً قابلا للمس، أو الرؤية يؤكد لي بأنني سأكون بخير، أتناول جرعات يومية من الاستسلام بصفتها أخطر أنواع المخدرات، مشلول قرار، عاجز عزيمة، ثم أدركت بأن الإمكانات البشرية يمكن تطويرها بأعجوبة، وتعاملت مع نفسي بحب وقسوة معاً.
إذا - يا صديقي - أردت تحقيق حلمك، عليك الإيمان بك، وبأن التصور دون عمل وهم كبير، لن تتحقق الفكرة دون شجاعة القيام بها، حاول أن تستثمر ساعات من كل يوم في تحقيق حلمك، ثق بنفسك، فالذي يحددك ليس كراسي أو مسميات، بل ميزات وصفات، تسلّح بصفات أكثر، ميزات أكبر وسوف تنتصر على كل سواد الكون.
ابذل طاقة لتشغيل ماكينة أحلامك، اغتسل من ألم هزيمة الحياة لك، تطهّر من خطايا اليأس، اسكب سهرك مع سيول عرقك قرابين لأحلامك، اخرج من باب حياتك السوداء، وادخل مدرسة جديدة للحياة، ادرس الحياة من جديد، تكراراً، فأيهما أفضل لك أن تسقط وتنهض إلى أن تنتهي حياتك، أو تسكن في حفرة السقوط الأول؟