لمعالي الدكتور أحمد زكي يماني مقولة شهيرة وهو أن الفحم الحجري لم ينضب من الأرض وإنما انتهى دوره لصالح منتجات أخرى أكثر كفاءة في استخدامات الطاقة المعاصرة.
وهذه المقولة لا تنسحب على الطاقة فقط، وإنما على منتجات كثيرة حول العالم، فشركة «كوداك» مثلا كانت تسيطر على سوق الأفلام الفوتوجرافية وورق طباعة الصور لفترة نصف قرن تقريبا، حتى أن أرباحها الصافية قد بلغت عام 2000، ملياري دولار، لكن هذه الشركة العملاقة ما لبثت أن أفلست عام 2010، ولم يأت هذا الإفلاس جراء منافسة من «كانون» أو «نيكون» وإنما جاءت من خارج الصندوق تماما ومن شركات الهاتف النقال التي قفزت عليها الأسوار (أيفون، سامسونج، سوني) وبرامج التواصل الاجتماعي (فيسبوك، واتس آب، تويتر) وغيرها والتي قلبت الموازين وغيرت مجرى التاريخ بنقل الصورة الحية والرقمية بنفس اللحظة تماما.
وهذا ما ينطبق على منتج معين كالنفط، والذي كان على المملكة ودول الخليج أن تستثمر 10 % من عائداتها على مدى نصف قرن في أوعية استثمارية تضاعف من نصيبها في أسواق التقنية الصاعدة والبديلة كادخار وطني لا يسمى احتياطيا وغير قابل للسحب أو الصرف إلاّ من عائداته فقط.
صندوق أبو ظبي للاستثمار يفاوض حاليا للدخول في شركة «تيرا باور» التي تقوم حاليا بتطوير مفاعل نووي «غير تقليدي» يستخدم النفايات النووية وقودا وهي الشركة التي يرأسها طيب الذكر «بيل جيتس» ، وإذا ما نجحت هذه التجربة فقد تحدث تغييرا جوهريا في أسواق الطاقة في العالم.
اجتماع سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع عملاقة شركات التقنية في العالم قراءة واعية ومستنيرة وتصب في هذه الإستراتيجية، وذلك لوضع المملكة في مدارها الصحيح تقنيا ورقميا حول العالم بالتعاون مع هذه الشركات الكبرى، ولتكوين حكومة رقمية والاستثمار في شركات التقنية الصاعدة حول العالم والعمل على جلب تقنياتها واستثماراتها إلى البلاد.
المملكة وعمالقة التقنية في العالم
25 يونيو 2016 - 20:17
|
آخر تحديث 25 يونيو 2016 - 20:17
تابع قناة عكاظ على الواتساب