جرى الخطاب بكافة مجالاته الإعلامية والأمنية والدينية على استخدام مصطلح «مغرر بهم» في وصف من ينتمون إلى الجماعات الإرهابية فيؤمنون بما تشيعه من فكر متطرف وينفذون ما توجه به من أعمال القتل والتدمير، ووصف هؤلاء المتبنين للتطرف فكرا وللإرهاب تنفيذا بالمغرر بهم فيه نوع من الشفقة عليهم والرحمة بهم والتماس العذر لهم، وكأنما هم صالحون لولا أن هناك من أغواهم وكأنما هم كانوا سائرين على الطريق الصحيح لولا أن هناك من انحرف بهم عن جادة الصواب.
وصف هؤلاء بالمغرر بهم يحولهم من مجرمين إلى ضحايا للإجرام يستحقون التعاطف معهم ويتوجب علينا إعادة تأهيلهم بدل إنزال العقوبة بهم، يصبحون ضحايا مثلهم مثل أولئك الأبرياء الذين قتلوهم، هم مجرد ضحايا لمجرمين آخرين سواهم، ضحايا سقطوا نتيجة التغرير بهم.
يوصف هؤلاء المجرمون الذين يتبنون التطرف فكرا والإرهاب تنفيذا بأنهم مغرر بهم رغم أن المجال لم يعد يتسع لإحسان النية بهم، بعد أن أصبح كل شيء واضحا ولم تعد المسائل ضبابية يمكن لها أن تمثل وجهة نظر مقنعة من أي زاوية يمكن لهذا الجماعات الإرهابية أن تغري بها من يتبعونها وينفذون مخططاتها، لم يعد هناك مجال بعد ما بات يعرفه الجميع من قتل للآمنين وتفجير للمساجد واستعداء ضد المسلمين وتشويه لصورة الإسلام أن نحسن الظن بمن يلتحق بهذه الجماعات ونتحدث ببراءة عن أنه مجرد فتى تم التغرير به واستدراجه، ولم يعد ثمة مجال بعد كل هذه السنوات من البرامج التوجيهية التي قادها ونفذها العلماء وخطباء المساجد والمثقفون والإعلاميون أن يبقى رجل أو امرأة يجهل حقيقة هذه الجماعات الإرهابية ويؤمن بما يدعيه ويدعو إليه المتطرفون من دفاع عن الإسلام ومن ثم يستحق أن نصفه بأنه مسكين تم التغرير به ويستحق منا الشفقة عليه.
هؤلاء الذين نصفهم بأنهم مغرر بهم هم مجرمون عن سبق ترصد، وإذا ما بقينا نصفهم بالمغرر بهم فإننا بذلك نكون نحن المغرر بنا عن حقيقة هؤلاء المجرمين ومخططاتهم.
من هم «المغرّر بهم»؟
24 نوفمبر 2015 - 19:10
|
آخر تحديث 24 نوفمبر 2015 - 19:10
تابع قناة عكاظ على الواتساب