-A +A
سعيد السريحي
يستأنف المعلمون والمعلمات اليوم الأحد عامهم الدراسي الجديد بعد أطول إجازة يمكن لموظف حكومي أن يستمتع بها، وإذا كانت المدارس قد اعتادت على إقامة حفلات استقبال للطلاب المستجدين، وخاصة أولئك الذين يلتحقون بالصفوف الأولى، فإن المدارس بحاجة ماسة أن تقيم لمنسوبيها ومنسوباتها حفل تعارف، فليس بمستبعد أن يكون طول الإجازة قد جعلهم بحاجة إلى أن يتعارفوا من جديد، ولعل أطرف تعليق على طول تلك الإجازة تلك الطرفة التي تقول إن شابا بشر والده أنه قد حصل على وظيفة فأخذت الوالد المفاجأة وهتف بولده: وظيفة إيه.. انت نسيت من طول الإجازة إنك موظف في التعليم.

قد تكون هذه بداية غير موفقة لتهنئة المعلمين والمعلمات بعد أن برهنوا من خلال الحملة التي قادوها على الزميل قينان الغامدي أنهم «ما ينمزح معهم ولا يدوس لهم على طرف»، وعزاء الصديق قينان أن هؤلاء المعلمين والمعلمات قد ضاقوا ذرعا من قبل بوزيرهم حين قرر إضافة ساعة واحدة لليوم الدراسي تعزز النشاط اللاصفي الذي يعرفون مدى أهميته كمنهج تعليمي لبناء شخصية الطلاب والطالبات، فانبروا مشنعين على الوزير قراره، معربين عن شعورهم بعدم إدراكه للمشقة التي يعانون منها في التدريس، مظهرين كأنما هذه الساعة هي القشة التي كسرت ظهر البعير، ولعل ما قام به الوزير من دفاع عنهم فيما عدوه وعده هجوما غير مبرر عليهم قد أرضاهم عنه وشفى ما في قلوبهم عليه من إضافة تلك الساعة التي أنساهم غضبهم أن مجموعها خلال العام بأكمله لا يساوي تمديدا واحدا من تمديدات الإجازات التي يتمتعون بها حتى باتوا يعتقدون أن التمديد بات حقا مستحقا لهم.


وعلى كل حال، وسواء تقبل المعلمون النصح أو رفضوه، وغضبوا عمن ينتقد أداءهم أو رضوا عنه، فإن تدني المستوى الذي أصبح السمة العامة التي يتسم بها طلابنا وطالباتنا بات مشكلة لا يمكن لأداء المعلمين والمعلمات أن يبرأ منها حتى وإن كانت هناك أسباب أخرى تقف وراء تدني ذلك المستوى، وعلى المعلمين والمعلمات أن يعلموا أن مستقبل الوطن معلق برقابهم، ولذلك فإن عليهم أن تتسع صدورهم للنقد مهما قسا، ذلك أنه نقد من ينبض قلبه حبا للوطن ويرتعش خوفا على مستقبله.