-A +A
عبير الفوزان
تحرير الموصل اليوم أشبه ما يكون بأفلام الأكشن الأمريكية، حيث استفاق أهلها فجر يوم الاثنين على قصف جوي استهدف مواقع متفرقة تتمركز فيها قوات تنظيم داعش، على أن تبدأ بعد ذلك حرب الشوارع بين الفرقة الذهبية التابعة للجيش العراقي (القوات الخاصة) ومسلحي داعش.

الموصل هي ثاني أكبر المدن العراقية، وآخر معاقل التنظيم الإرهابي في العراق وبتحريرها، وتحرير جامعها الكبير، مسجد النوري الذي شهد أول ظهور علني لخليفة المسلمين المزعوم (أبو بكر البغدادي) ستتراجع أسطورة داعش، لتعود لجحورها مرة أخرى.


المعركة في الموصل ليست طائفية، ومن يريد أن يجعلها كذلك بإيهام غالبية المستضعفين هو مجرم.. قاعدي.. داعشي، يجر قطيعا من الناس إلى وحل الإرهاب والفرقة.

تحرير الموصل من اللصوص والقتلة عمل بطولي، احتاج وقتا طويلا للتنسيق والاتفاق والتقسيم وترتيب الأجندات كي تنتهي المعركة بنصر لقوات التحالف الدولي، ودحر لداعش.

إن من يسيطر على مليون وثلاثمئة نسمة من سكان الموصل هو ذلك التنظيم الإرهابي الذي لا ينتمي لسنة ولا لشيعة، بل ينتمي لنفسه فقط، ومثلما تحررت الفلوجة، والرمادي ستتحرر الموصل لتنضم إلى باقي المدن العراقية، ويتراجع الناعقون بالطائفية إلى الصفوف الخلفية.

«مهيب منشقة بس تخر» هذا حال قربة البعض الذي ينفي عن نفسه تهمة الدعشنة والإرهاب ويولول صارخا على مصير سكان الموصل الذين جلبهم داعش كمرتزقة من بقاع متفرقة ومجهولة، وفُتحت لهم المنافذ للعبور.. بينما أهل الموصل الأصليون سنة وشيعة قد ضاقوا بداعش، وعانى كثير من سنتهم من (متلازمة داعش)، فهم يحتاجون بعد التحرير إلى من يهدئ روعهم، ويعيد لهم الثقة بوطنهم الكبير(العراق).

العراقيون في الموصل لا يحتاجون إلى ذلك التدخل الطائفي الذي لا يجمعهم، حتى لو منحهم الذهب، فالوطن لا يعادله شيء، والنار الطائفية إن لم تغذ ستنطفئ لا محالة مخلفة الرماد، وإلى أن يحين التحرير الكامل للموصل، ويتم تطهيرها من داعش، ومن كل متطرف، ومن كل متسلق سياسي، أو باحث عن انتقام تاريخي.. لا نملك إلا المتابعة بحماس- رغما عنا- لمشاهدة القوي الذي سيعيد الحق المستلب من بين أيدي مجرمين لا ينتمون!