مع دخول فصل الشتاء، يتعرض الجسم لتغيّرات خفية قد لا يشعر بها كثيرون، لكنها تترك آثارًا مباشرة على الصحة العامة. انخفاض التعرض للشمس، وتغيّر العادات الغذائية، وقلة التنوع في الوجبات، كلها عوامل تؤدي إلى تراجع مستويات فيتامينات أساسية يحتاجها الجسم يوميًا.

انخفاض عام في الفيتامينات

الشتاء يُعد موسمًا شائعًا لانخفاض مستويات عدد من الفيتامينات المهمة، نتيجة قلة الخروج نهارًا والاعتماد على أنماط غذائية محدودة، ما يفتح الباب أمام مشكلات صحية تدريجية قد تبدأ بأعراض بسيطة وتنتهي باضطرابات مزمنة.

فيتامين D الأكثر تأثرًا

يأتي فيتامين D في مقدمة الفيتامينات المتأثرة خلال الشتاء، بسبب ضعف التعرض لأشعة الشمس، المصدر الأساسي لتكوينه في الجسم. هذا النقص لا يمر دون ثمن، إذ يرتبط مباشرة بضعف جهاز المناعة وزيادة آلام العظام والمفاصل، إلى جانب تقلبات في المزاج.

تراجع فيتامين C

قلة تناول الفواكه الطازجة خلال الشتاء تؤدي إلى انخفاض فيتامين C، أحد أهم مضادات الأكسدة الداعمة للمناعة. نقصه يجعل الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد والعدوى المتكررة، ويؤخر التعافي من الأمراض الموسمية.

فيتامين B12 والتنوع الغذائي

فيتامين B12 يتأثر هو الآخر بقلة التنوع الغذائي، خصوصا مع انخفاض استهلاك البروتينات الحيوانية. ويظهر نقصه في صورة تعب عام، وإرهاق مستمر، وضعف في التركيز والذاكرة، وقد يتطور إلى مشكلات عصبية إذا استمر دون علاج.

فيتامين B6 وتغير العادات

تغير نمط الأكل في الشتاء، والاعتماد على وجبات سريعة أو غير متوازنة، يؤدي إلى تراجع فيتامين B6، الضروري لوظائف الجهاز العصبي والتمثيل الغذائي، ما ينعكس على مستوى الطاقة والمزاج.

نقص فيتامين A

ولا يقل نقص فيتامين A أهمية، إذ يؤثر سلبًا على النظر الليلي، ويتسبب في جفاف الجلد وضعف الأغشية المخاطية، ما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى.

رسالة صحية

خبراء الصحة يؤكدون أن الانتباه للتغذية المتوازنة، والإكثار من الخضروات والفواكه، مع التعرض الآمن للشمس أو تعويض النقص بالمكملات تحت إشراف طبي، خطوات ضرورية لتفادي «النقص الصامت» الذي يرافق فصل الشتاء.