في قلب الغابات الكثيفة شمال اليابان، لم تكن خطوات الشاب سوتا كيسوكي الأخيرة مجرد نزهة عابرة في أحضان الطبيعة، بل رحلة انتهت بمواجهة قاتلة مع الخطر. بيانات صامتة سجّلتها ساعة ذكية تحوّلت إلى شاهد مفجع، كاشفة تفاصيل مرعبة عن اللحظات الأخيرة لشاب ياباني ابتلعته الغابة بعد هجوم نادر لدب بني على جبل راوسو في جزيرة هوكايدو.

وعثرت فرق الإنقاذ في البداية على قطعة ملابس يُعتقد أنها تعود للضحية، إضافة إلى محفظته، قبل أن تعثر عليه لاحقاً وتنقله إلى المستشفى، حيث أُعلنت وفاته.

اهتزازات عنيفة وحركات دائرية

لكن العنصر الحاسم في كشف ما حدث كانت الساعة الذكية التي كان يرتديها، إذ أظهرت بيانات الـGPS أنه قرابة الساعة 11 صباحاً انحرفت حركة الساعة فجأة عن مسار التنزه، ثم اتجهت إلى منحدر داخل الغابة. كما سجلت الساعة اهتزازات عنيفة، تلتها حركات دائرية متكررة في منطقة مليئة بالأدغال، ما يرجح وقوع اشتباك عنيف.

الدب يسحب الجثة ليلاً

وأشارت البيانات إلى أن قلب الشاب توقف على بعد يراوح بين 100 و130 متراً من المسار، وهو ما يُعتقد أنه موقع وفاته. وبقيت الساعة في المكان نفسه طوال الليل، قبل أن تتحرك مجدداً في صباح اليوم التالي لمسافة مئات الأمتار، ما دفع المحققين للاعتقاد بأن الدب عاد لسحب الجثة إلى مكان آخر.

لاحقاً، عثرت فرق البحث على دبّة يرافقها ابناها وهي تسحب الجثة، فتم قتل الدببة الثلاثة في الموقع لأسباب تتعلق بالسلامة. كما عُثر على بقايا أخرى مدفونة بالقرب من المكان. ونُقلت جثة الشاب إلى مركز الشرطة، حيث تعرف والداه عليه، مع تنبيههما إلى الاكتفاء برؤية وجهه فقط بسبب شدة الإصابات.

إغلاق مسار جبل راوسو

وعقب الحادث، أغلقت السلطات مسار التنزه في جبل راوسو، مشيرة إلى أن هذه الواقعة تُعد أول هجوم دب مميت يُسجَّل في سلسلة جبال شيريتوكو منذ أكثر من 60 عاماً.