-A +A
محمد حفني (القاهرة)

تكشفت تفاصيل جديدة في قضية «سفاح المعمورة» بمصر التي أشغلت الرأي العام بعد قيامه بقتل 3 أشخاص، بينهم سيدتان، قام بدفنهما داخل إحدى الغرف في الشقة التي كان يسكن داخلها، لكن المفاجأة الأغرب كانت بحسابه على موقع «فيسبوك»، الذي استخدمه؛ للتمويه لأفعاله الإجرامية.

والمتهم، الذى يبلغ من العمر 51 عاماً، ويدعى نصرالدين السيد من مواليد محافظة كفر الشيخ، وتحديداً من إحدى قرى مركز بيلا، وعاش فترة شبابه قبل أن ينتقل الى محافظة الإسكندرية في كفر الشيخ، وهو خريج جامعة الأزهر تخصص شريعة وقانون، ويجيد اللغة العربية وتفسير القرآن، وكانت صفحته على الفيسبوك مليئة بآيات قرآنية وتفاسير وحقوق إنسان، وكان يختار الشقق في الأدوار الأرضية لسهولة دفن ضحاياه فيها، إذ كان يحفر الأرضية ويضع طبقة خرسانية؛ لإخفاء معالم الجريمة.

وتبين أنه مطلق وله 3 أولاد، وكان معروفاً بتعدد علاقاته النسائية، وافتتح مكتباً لحقوق الإنسان في الإسكندرية واستخدمه غطاءً للتنقل بين المحافظات، ويمتلك شقة في القاهرة، واستأجر أكثر من 28 شقة في الإسكندرية والمحافظات الأخرى، وتم حذفه من سجلات نقابة المحامين من عام 2009 إلى 2017؛ بسبب عدم تجديد الكارينية أو ممارسة المهنة، قبل أن يعيد قيد نفسه بعد عودته من الخارج.

واكتشفت الجهات الأمنية قيام المتهم بقتل ثلاثة أشخاص، الأولى سيدة تزوجها عرفياً وقام بقتلها ذبحاً، دفنها ووضع جثتها في تابوت في مكتب استأجره خصيصاً لذلك، والثانية لسدية مسنّة اختلف معها في اتعاب المحاماة، ودفنها في المكان نفسه بعد أن قتلها بـ«السم»، وتم اكتشاف جثة ثالثة في شقة كان يستأجرها السفاح في منطقة العصافرة، عثر عليها مقسومةً إلى نصفين، وكانت لموكلٍ لديه؛ إذ كشفت إحدى النساء التي كانت برفقته حجرةً مغلقة في شقة المعمورة، معتقدةً أنها تحتوي على آثار، لكن الجهات الأمنية وجدت جثتي ضحيتين، تم القبض على 5 متهمين كانوا مع السفاح وقت اكتشاف الجريمة.

اعترف السفاح بقتل زوجته عرفيّاً وسيدة مسنّة، وهما الضحيتان اللتان تم العثور على جثتيهما في شقة المعمورة، لكنه أنكر الجريمة الثالثة، وكشفت التحقيقات تنقل السفاح بين محافظات عدة بخلاف الإسكندرية على مدار السنوات الماضية، وتبين من التحريات أن «سفاح الإسكندرية» المتهم كان يختار ضحاياه بعناية ويستولي على متعلقاتهم الشخصية، وكان يصرف الأموال المسروقة على حياة الترف والسهرات الحمراء، كما كان يتعاون مع أحد المجرمين.

ومثّل السفاح جرائمه بكل هدوء وسط إجراءات أمنية مشددة، واعترف بها خلال التحقيقات، إذ بدا متزناً نفسيّاً بشكل لافت، وكان قاضى التجديد بمحكمة الإسكندرية، قرر تجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، فيما تباشر النيابة العامة تحقيقات موسعة مع المتهم.