-A +A
«عكاظ» (جدة)

8 أيام فقط هي التي فصلت بين وفاة الإعلامي الكبير إبراهيم العابد، لتلحق به زوجته ورفيقة دربه نظمية سليم، بعد أن توقف قلبها عن النبض اليوم (الأربعاء)، إثر معاناة مع المرض، عقب رحلة حافلة في ميدان التربية والتعليم.

ولم تتمهل نظيمة العابد «أم باسم»، في الرحيل عن الدنيا، بل كانت وفية كعادتها لتلحق بزوجها بعد أسبوع من وفاته، لتكمل النصف الآخر من الغياب وتلحق برفيق الدرب تاركة ميراثا كبيرا من الحب لباسم وإخوته.

وجمع رباط الزواج الزوجين لعقود في الإمارات التي شهدت حباً خالصاً لرجلٍ وامرأة عاشا معاً رحلة سعيدة واتفقا على البقاء معاً في السراء والضراء، ولم يفترقا قط خلال زواجهما، ورحلا بفارق نحو 192 ساعة إلى الرحلة الأبدية.

وعملت نظيمة في مجال التدريس منذ العام 1962 وأسست مدرسة الورود في أبو ظبي عام 1982 لتتخرج على يديها أجيال من المثقفين حازت على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة عام 2018، ولم يشغلها عملها عن الوقوف إلى جانب زوجها الراحل في كل مراحل حياته فكانا عشرة عمر عاشا معا قصة الكفاح والنجاح والحب والحياة والحضور والغياب.

وكانت الفقيدة (رحمها الله) تتولى شؤون الحياة الأخرى كلها وتديرها بعيداً عن الراحل إبراهيم العابد كي يتفرغ هو للعمل فقط، بعد أن شكل (رحمه الله)، بشخصيته الودودة القريبة من القلب، وبإخلاصه وتفانيه في خدمة الإعلام، نموذجاً للإعلامي العاشق لمهنته، المخلص لها، حتى رحل عن الحياة.

وحين توفي إبراهيم العابد كانت هذه المرّة الأولى لفراقهما، وبعد مرور 8 أيام فقط ماتت متأثرة بأحزانها كأن كلاهما يرفض الابتعاد عن الآخر.