-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@
يُصاب بعض الجماهير الرياضية بالحزن الشديد عند خسارة فريقه في المباريات القوية التي يكون لها شأن مختلف من حيث التنافس وإثبات التواجد وتحقيق سبق الفوز، وقد لا يتوقف تأثير هذا الحزن إلى حده ويمر مرور الكرام، بل قد يعانق «القلب» ويتسبب في كسره كرد فعل لحزن الشخص الشديد.

ويحذر أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة جميع المشجعين، خصوصاً مشجعي فرق الأضواء الكبيرة التي يترقبها الجميع بكل شغف وتوتر، من تعريض قلوبهم لأزمة صحية بسبب الهزيمة التي قد يتعرض لها فريقهم، مبيناً أن رد الفعل النفسي ينعكس على كل أعضاء الجسم ويتصدرها «القلب».


وقال لـ«عكاظ»: هناك بعض الجماهير يشعرون بألم وحسرة شديدين لعدم تحقيق فريقهم الفوز، وقد ينعكس أثر الحزن الكبير بسبب خسارة الفريق مباشرة على القلب نتيجة الإجهاد الذي تعرض له كرد فعل لعدم تقبل الهزيمة، وهنا قد يكون الفرد عرضة لمتلازمة «القلب المكسور».

وتابع خوجة: «المواقف العصيبة قد تصيب الفرد بهذه المتلازمة، وهي حالة قلبية مؤقتة تحدث بعد المواقف المسببة للتوتر، والعواطف الكبيرة، مسببة ألماً مفاجئاً في الصدر، وأعراضا تشبه أعراض الأزمة القلبية، ويعتقد أن تدفق هرمون الأدرينالين، وغيره من هرمونات الإجهاد، قد يؤثر على جزء فقط من عضلة القلب، مما يعطِّل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب مؤقتاً، بينما تستمر بقية أجزاء عضلة القلب بعملها الطبيعي أو قد تحدث انقباضات أكثر قوة».

وأضاف: «الحزن بشكل عام ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما ينتج عنه إفراز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة جداً، وهو ما يطلق عليه عاصفة الأدرينالين، وهذا الهرمون قد يتسبب في اعتصار القلب، وبالتالي يحدث انقباضاً في قاعدة القلب وتمدداً بالونياً في قمة القلب مما يؤدي إلى حدوث انكسار حقيقي للقلب».

وتابع: «السبب الدقيق للقلب المكسور لا يزال غير معروف بشكل تام، إلا أنه يرتبط بحالات الحزن وحتى الفرح المبالغ فيه، وهناك حالات اجتماعية أخرى قد تسبب متلازمة القلب المكسور منها وفاة أحد أفراد الأسرة، الضغط العاطفي المرتبط بالمهنة، العنف المنزلي، التعرض لحادث، الانخراط في جدال حاد، حالات الطلاق، ومفاجآت غير متوقعة، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم وعسر شحميات الدم ومرض السكري، عرضة بشكل أكبر للإصابة بهذه الحالة».

وينصح البروفيسور خوجة جميع الجماهير الرياضية بالتشجيع الهادئ بعيداً عن التعصب الرياضي، وتقبل الهزيمة دون المبالغة في الحزن المؤثر للقلب، وتجنب المواقف العصيبة لأنها مسببة لرفع مستوى هرمونات التوتر، وأخيراً الوضع في الاعتبار أن كرة القدم متعة رياضية تنتهي بالفوز أو الخسارة أو التعادل، والأولى أن نستمتع بالمشاهدة بعيداً عن الحزن والتوتر والخروج عن الواقع الذي لا يفيد.