المرأة الحائلية إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة.
المرأة الحائلية إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة.
-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
تعد المرأة الحائلية إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة والركن الأساسي مع الرجل.

فنجحت بعطائها فكراً وعملاً بالإسهام في الدفع بعجلة التنمية الوطنية في المدينة والمنطقة، وأضحت شريكة فاعلة في رفعة مدينتها ونمائها محققة قفزات نوعية تباينت مجالاتها علمياً واقتصادياً واجتماعياً بل تمضى المرأة في حائل بكل ثقة واقتدار مساهمة في مستقبل بلادها وهي تستظل الرعاية والاهتمام من قيادة حكيمة منحتها سبل التمكين والتعزيز لأدوارها في مختلف الميادين.


هن حفيدات «سفانة بنت حاتم» صاحبة المقولة الأشهر في التاريخ الاسلامي: «يا بعد حيي وميتي»، وقالتها عندما سألت عن شقيقها حاتم فقالوا لي الخدم؛ إنه ذاهب للخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك فقالت المقولة الشهيرة التي تعرف بها حائل حالياً والتي صاحبتها سفانة التي تمثل المرأة الحائلية بل قدوة لكل نساء في المنطقة بل لم تغب المرأة الحائلية عن المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي منذ عصر سفانة قبل ١٤٠٠ عام، فالأميرة «فاطمة السبهان» جدّة الأمير سعود العبدالعزيز الرشيد أول سيدة تتولى إدارة الحكم في نجد، وذلك عندما تولت إدارة حكم حائل بالوصاية، بعد اختيارها من قبل شورى كبار ووجهاء حائل، حيث مكنها الرجل من الولاية عليه، من عام 1910 حتى 1914م. وكذلك أيضاً كانت «جوزاء التمياط» سيدة الحكمة والكرم بين النساء في حائل حيث كانت تجلس في مجلس الرجال وتناقش وتأمر وتنهي وتلزم.

ومن هناك إلى هنا في العصر الحالي تستند المرأة وهي تشاطر الرجل في خدمة المجتمع والوطن بشكل أوسع، إلى ثقة القيادة الرشيدة بدورها المحوري والحيوي، فمسيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمدنية شهدت خطوات غير مسبوقة بغية تعزيز مكانتها وتمكينها بما يتلاءم مع قدراتها تحقيقاً للمزيد من النجاحات في مختلف المجالات وسنّت لذلك تشريعات جديدة في الأنظمة واللوائح المتعلقة بها، في حين أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 جعلت من «المرأة السعودية» عنصراً رئيسياً ومهّدت أمامها الطريق، فكانت مساهمة في مختلف أوجه الحراك التنموي في المنطقة، وما عزز من كيانها ما تضمنته الرؤية من برامج ومبادرات تنفيذية حوّلت ما تتطلع إليه إلى منجز على أرض الواقع.

وتعيش المرأة الحائلية مع شقيقاتها في المناطق الأخرى عبر مرحلة استثنائية انعكست على عطائها في خدمة مجتمعها، وحققت خلال السنوات الأخيرة منجزات في مناحٍ عدة لا سيما في الجانب الاجتماعي، لارتباطه بالمرأة من منطلق شعورها بواجبها ومسؤوليتها الأسرية والمجتمعية، وبرز الكثير من الأكاديميات ورائدات العمل الاجتماعي اللاتي تقلدن مناصب في جامعة حائل والوزارات والمؤسسات.

وبحسب تقارير حكومية كشفت أن نسبة تشغيل العنصر النسائي في حائل يعتبر الأعلى على مستوى المناطق، مشيرة إلى أن هذه الأرقام ستؤثر مستقبلاً على الشكل العمراني والمخطط العام للمدينة، حيث تتفوق المرأة على الرجل في الوظائف في القطاع الخاص بصورة عالية، وهنا يكشف لتمكين الكامل للمرأة في حائل بالعمل والتنمية والإنتاج.

وعندما نعود للذاكرة في تمكين المرأة بعد توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كانت منطقة حائل أول منطقة في نجد تلزم الأبناء والبنات في التعليم بعدما رفضت كل المناطق المجاورة قرار التعليم، حيث تعد الأستاذة موضي بنت إبراهيم السيف -رحمها الله- الوحيدة من خريجات الدفعة الأولى لمعهد المعلمات في قطاع التربية والتعليم لتكون أول سعودية تتولى منصب مديرة مدرسة في السعودية وحائل آنذاك وتتلمذ على يدها أجيال من أخواتنا وبناتنا طوال الـ٥٠ عاماً الماضية، إضافة إلى أنها كانت ومن أمثالها المبادرة في رسم خارطة طريق العلم ما ساعد إلى وصول الفتاة الحائلية إلى مرحلة التميز والتفوق بمختلف العلوم والمهارات في المنطقة.