علي الموسى
علي الموسى
-A +A
علي الرباعي (أبها) Okaz_online@
في حضرة الكاتب الوطني الدكتور علي الموسى ملزم أنت بالصمت أمام قامة تجيد التعبير عن الانتماء حتى لكأنه أكثر منك عشقاً لمملكتنا وافتتاناً بها، وهو حالة كتابية فريدة منذ انطلق العدد الأول من صحيفة الوطن بزاوية أطلق عليها (ضمير متصل) ليجمع بين ضمير الكتابة الحي وبين الاتصال بهموم الناس، وهنا دردشة رمضانية خفيفة مع أبي مازن:

• ماذا تفتقد في رمضان الحالي؟


•• عام مضى من حياتي لن يعود وأشعر بالحزن أن وجبة إفطار هذا العام تبدأ بحبّة مهدئة وأنهي سحوري بأخرى للنوم.

• رمضان عالق في ذاكرتك.. متى ولماذا؟

•• رمضان الغربة إذ كان نهاره طويلاً وكان لإفطار مسجد (بولدر) شربة ماء باردة لا تُنسى بعد يوم طويل جدا.

• على المائدة، شيء تفضله غير الطعام؟

•• بنتي الكبرى التي انتقلت لحياة زوجية سعيدة، وأعلم أن بضعة سنوات أخرى سأكون وحيداً مع زوجتي تماماً مثل ما ابتدأنا. التفكير في هذا محزن ومخيف.

• تفضل نهار رمضان أم مساءاته الصاخبة؟

•• أُفضّلُ عصر رمضان في أبها، شارداً إلى أي مزرعة حتى قبيل المغرب، فالوحدة ما بين صلاتي العصر والمغرب لها طعم مختلف.

• شخصيات تتمنى مشاركتها الإفطار الرمضاني؟

•• شقيقي الغالي الدكتور سعيد الموسى. عوالم الغربة لم تمكننا من الاجتماع على فطور واحد منذ 26 عاماً، وهو الوحيد الذي أعرف غيابه عني بالحساب.

• طبق رمضاني لا يغيب عن مائدتك؟

•• كوب من الماء نصفه من اللبن. مسائل الطعام وأنواعه لدي خارج كل الحسابات.

• هل تصوم عن مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان؟

•• يصعب جداً الصيام عن مواقع التواصل الاجتماعي. لكنني معها أصوم عن كل ما يخدش الصوم.

• موسيقى عالقة في ذهنك ترتبط برمضان؟

•• مقدمة برنامج على مائدة الإفطار للشيخ علي الطنطاوي، وهل تعلم أنه أول وجه شاهدته على الشاشة ليلة بدء البث التلفزيوني لقريتي.

• كم تبلغ إجمالي فاتورة «المقاضي الرمضانية»؟

•• هذه مسألة أتركها لوزير الاقتصاد في منزلي فوزية الحسنية و90 % من وقتي وأيامي لا أحمل حتى بطاقة الصراف الآلي.

• أين تتجه بوصلة «الإفطار الرمضاني» خارج المنزل؟

•• لا أتذكر أنني أفطرت خارج منزلي منذ عدت من البعثة. للصوم عندي طقوس خاصة لا تتواءم مع أي اجتماع أو جلسة وعليك أن تقرأ ما بين السطور.

• ماذا تتابع في التلفزيون، غير أذان المغرب؟

•• أتابع نشرات أخبار بني يعرب المؤسفة.

• معارك تتمنى أن تطوي فصولها في رمضان؟

•• معركة صغير خاصة.

• مدينة تتمنى أن تقضي رمضان فيها. ولماذا؟

•• لم أفكر في قضاء رمضان بمدينة غير أبها.

• في رمضان.. هل يرتفع مؤشر التدين عندنا.. ولماذا؟

•• أمر طبيعي، رغم التماهي بين طبائع الإنس والشياطين في وقتنا الحاضر.

• هل تؤمن ببركة الموت في أيام رمضان، وخصوصاً العشر الأواخر؟

•• لا أعتقد أن هذا سيغير من الأمر شيئاً للإنسان عمله فحسب، سواء مات في رمضان أو حزيران وهكذا يعلمنا الإسلام.

• هل أضحت أجواء المطاعم من الماضي؟

•• البركة في تطبيقات التوصيل، تصدق لا أتذكر آخر مرة دخلت فيها إلى مطعم في هذه المدينة، هذا إن كان بها مطاعم في الأصل، ثقافة الكبسة السفري أعدمت ذوق سكان مدينتي مثلما أعدمت أشياء أخرى في نسيجهم الثقافي والفكري.

• باب خرجت منه عالق في ذاكرتك؟

•• رحم أمي الذي خرجت منه ولم أشاهدها من بعد تلك اللحظة، ليتني لم أخرج للحياة ولم أغادر ذلك الباب، ليتني بقيت في أحشائها نطفة إلى الأبد.

• كيف ترى العالم اليوم؟

•• عالم اليوم مقبل على انشطار مخيف. الفارق بين الشمال وبين الجنوب أصبح لا يحتمل تخلف أحدهما ليعيش الآخر على نفس الكوكب.

• لو خيرت بين العيش وحيداً في جزيرة منعزلة أو العيش في مدينة صاخبة تكتظ بالبشر. ماذا ستختار؟

•• هذا السؤال تجيب عنه قطتنا المنزلية. تشعر بالخوف عندما تشاهد من النافذة قطط الشوارع.

• كتاب ندمت على قراءته.. ما هو؟

•• الكتب التي تخدعك ببريق العناوين ثم تأخذك لهشاشة المضامين وخواء المحتوى تلك التي تشبه اليوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

• ما أكثر أيقونة يطرقها إصبعك في هاتفك؟

•• الرقم صفر وتطبيق “تويتر” وكلاهما يحملان نفس القيمة الحسابية.

• خلال مسيرتك العملية.. هل مضى شراعك بما تشتهي ريحك؟

•• لا أبداً.. عشتها في بيئة فكرية منغلقة ثم ندمت أشد الندم على تقاعدي المبكر بعد أن حطّم محمد بن سلمان بنية التطرف.

• متى شعرت بالخذلان آخر مرة؟

•• قبل أشهر في لحظة حاجة ويأس، هرب من ساندته بكفي كالبخار من بين أصابعي.

• الجلوس 5 دقائق مع شيخ الإرهابيين يوسف القرضاوي، ماذا ستقول له؟

•• من قال لك إنني لم أجلس معه، ذات زمن قبل 21 عاماً في (مانشستر) ألقى محاضرة له، وقلتُ له كل ما نقوله عنه اليوم.

• ما الشي الذي يفتح بداخلك نوافذ الحنين؟

•• لا شيء من هذا كله، زوجتي مهووسة بجمع صورنا أيام البعثة، وعندما أشاهد بعضها أشعر بالحزن، أذهبُ أحيانا باكياً للمرآة بعد أن أتابع بعض لقاءاتي التلفزيونية القديمة.

• ماذا قدم لك فريقك، غير الضغط والأعصاب المتوترة؟

•• أتمنى رئاسة النادي الأهلي لسنة واحدة، لا أعرف مجنوناً مثلي يعرف علة الأهلي، وسأكون في عالم الرياضة مثل ترمب في عالم السياسة كلانا جاء من خارج المؤسسة.

• هل تخشى من الروبوت ومزاحمته للإنسان العامل مستقبلاً؟

•• نعم، ولكن لو نجح الروبوت في اختراع زوجة له، بماذا سيعلق المنقرضون من رموز الصحوة؟.

• هل للورق رائحة، وهل تقرأ الكتب عبر الأجهزة اللوحية، وكيف تصف صوت تقليب الصفحات؟

•• للكتاب العربي رائحة الزرنيخ.