متظاهرة تمثل العنف الذي تمارسه السلطة تجاه المحتجين خلال مسيرة مناهضة للحكومة البصرة أمس الأول. (أ.ف.ب)
متظاهرة تمثل العنف الذي تمارسه السلطة تجاه المحتجين خلال مسيرة مناهضة للحكومة البصرة أمس الأول. (أ.ف.ب)
-A +A
رياض منصور، أ.ف.ب (بغداد)Mansowriyad@
على وقع أعمال العنف في النجف وكربلاء واحتجاجات في بغداد، يواصل السياسيون العراقيون المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة. وقال مصدر عراقي مقرب، إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني متواجد في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي. وأضاف أن «مسؤول ملف العراق في «حزب الله» الشيخ محمد كوثراني، يلعب أيضاً دوراً كبيراً في مسألة إقناع القوى السياسية في هذا الاتجاه». ولفت مراقبون إلى أن هناك قلقاً من بعض الشخصيات من استلام المنصب في خضم الأزمة القائمة، تخوّفاً من السقوط السياسي على غرار ما حصل مع عبدالمهدي.

فيما أكد رئيس البرلمان العراقي الأسبق أسامة النجيفي، أن الأحزاب المتمسكة بالسلطة لن تتخلى عنها بسهولة، لكن ضغط الشارع سيُجبرها على الانصياع لمطالبه. وقال في تصريحات لقناة «العربية» أمس، إن الشعب العراقي يرفض هيمنة إيران على أراضيه والتدخل في شؤونه، مؤكدا أن الوجود الإيراني سينتهي ولو بعد حين.


في غضون ذلك، عبرت دفعة جديدة من القوات الأمريكية إلى الأراضي العراقية قادمة من سورية، ما اعتبره مراقبون تعزيزا للوجود الأمريكي لمواجهة أي خطط إيرانية في العراق. وقالت مصادر موثوقة لـ«عكاظ» إن دخول هذه الدفعة الجديدة فاجأ نظام بغداد، إلا أن قيادة الأركان نفت ذلك، مؤكدة أن هذه العملية تمت بموجب تفاهمات بين واشنطن وبغداد. وقال بيان عراقي أمس، إن هذه القوات دخلت دون أن تحمل أي صفة قتالية وفي إطار التعاون العسكري، لافتا إلى أن مهمتها تقديم الدعم اللوجستي والخدمات والتدريب للقوات العراقية.

ميدانيا، شهدت المحافظات الجنوبية مظاهرات كبرى أمس (الثلاثاء)، في ظل انتشار أمني كثيف خاصة في محافظة ذي قار، لمنع وصول المتظاهرين إلى ساحة الحبوبي في الناصرية.

يأتي ذلك فيما عملت القوات الأمنية لفتح بعض الطرق والمحلات التجارية والمصارف المغلقة لأكثر من أسبوع، بينما أعلن البرلمان العراقي تأجيل جلسته التي كانت مقررة أمس حتى إشعار آخر.

وفي النجف، واصل متظاهرون محاولاتهم للدخول إلى مرقد محمد باقر الحكيم. وشوهد مسلحون بملابس مدنية يطلقون النار على المتظاهرين الذين أحرقوا جزءاً من المبنى. وأفاد شهود عيان بأن هؤلاء أطلقوا أعيرة نارية وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.

ودعا زعماء العشائر أمس، مقتدى الصدر ومقاتليه من «سرايا السلام»، إلى التدخل، لكن الصدر لم يستجب حتى وهو الذي أنزل رجاله بأسلحتهم في بغداد بداية أكتوبر، وتعهد بـ«حماية» المحتجين.

وفي كربلاء، وقعت مواجهات جديدة ليلاً بين المتظاهرين والشرطة التي أطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.