سيدتان تذرفان الدمع خلال تأبين ضحايا مذبحة المسجدين في كرايست شيرش أمس.
سيدتان تذرفان الدمع خلال تأبين ضحايا مذبحة المسجدين في كرايست شيرش أمس.
-A +A
أ ف ب (كرايست تشيرش)
أعادت السلطات النيوزيلندية أمس (الأحد) فتح مطار (دنيدن) إثر إغلاقه لعدة ساعات، بعد أن اتضح أن عبوة مشبوهة عُثر عليها بأرض المطار لا تشكل أي خطر، وذلك بعد يومين على مذبحة المسجدين في كرايست تشيرش التي راح ضحيتها 50 شخصا وعشرات الجرحى. وقالت الشرطة في بيان، إن فريق مكافحة المتفجرات التابع لقوة الدفاع النيوزيلندية قام بتحييد العبوة وتم تأمين المكان الذي عثر عليها فيه. وأحيت نيوزيلندا أمس ذكرى ضحايا المذبحة التي نفذها الإرهابي الأسترالي برينتون تارنت الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، فيما تتضح تدريجيا وقائع الاعتداء ملقية الضوء على تفاصيل أليمة وأعمال بطولية رافقت العملية الإرهابية.وفيما بدأ تسلم رفات بعض الضحايا إلى الأسر، كشفت قائمة غير كاملة بالضحايا أن أعمارهم تراوح بين 3 و77 سنة، وأن 4 نساء في عداد القتلى.وكشفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أمس أن مكتبها تلقى بيان القاتل قبل 9 دقائق من بدء المجزرة في كبرى مدن الجنوب. وقالت إن الوثيقة «لم تتضمن اسم مكان أو أي تفاصيل»، موضحة أنها أبلغت أجهزة الأمن بالأمر بعد أقل من دقيقتين من تلقيها.

وينكب المحققون منذ الجمعة على تحليل مواقع عديدة بينها مسجدا النور ولينوود، ومنزل في مدينة دنيدن جنوب شرق البلاد، حيث كان يقيم مطلق النار. لكن يبدو أن صبر الأقارب نفد وهم يرغبون في استعادة الرفات والبدء بالتشييع. وحاولت أرديرن تبديد سخطهم وقالت: يمكنني أن أؤكد أننا سنبدأ بتسليم جثث الضحايا إلى الأسر اعتبارا من مساء اليوم «أمس»، مؤكدة أن جميع الجثث ستسلم بحلول الأربعاء.


وأعلن فريد أحمد زوج إحدى ضحايا الهجوم، أنه سامح قاتل زوجته. وقال إن زوجته قتلت بينما كانت تحاول إنقاذ المصلين، إلا أنه يسامح الجاني.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يسامح الإرهابي الأسترالي منفذ المذبحة، قال: «أفضل شيء هو المسامحة والحب والحنان». وأضاف: «سأقول له إنني أحبه كشخص، ولا أحمل تجاهه أي ضغينة». وروى أن زوجته حسنية أحمد (44 عاماً) سارعت إلى مساعدة المصلين على الهروب من المسجد بعد أن بدأ إطلاق النار، حسب ما روى له ناجون من المجزرة. مضيفا: كانت تصرخ «تعالوا من هنا.. أسرعوا!»، ونقلت الكثير من الأطفال والنساء إلى حديقة مجاورة.

وتابع: بعدها عادت إلى المسجد لتستفسر عني لأنني مقعد، ولما اقتربت من الباب قتلت.. وأضاف فريد (59 عاما)، وقد نجا من المجزرة: لم أعثر على زوجتي عندما غادرت المسجد، وعلمت بمقتلها بعد أن شاهدت صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.