دان مجلس جامعة الدول العربية استخدام الاحتلال الإسرائيلي لسياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكداً في اجتماع عقد على مستوى المندوبين الدائمين في اجتماع طارئ برئاسة الأردن عقده بمقر الأمانة العامة في القاهرة اليوم (الثلاثاء)، أن سياسة التجويع الإسرائيلي صورة من صور الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

ودعا المجلس خلال الأجتماع الذي دعت له دولة فلسطين، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار المفروض على غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى القطاع، مشدداً على ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية ومحاسبة الإحتلال على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، ورفضَ بشكل قاطع أي آليات بديلة أو مؤسسات إنسانية غير شرعية.

وأشار المجلس إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون من تدمير واسع وتجويع وتهجير قسري يندرج ضمن الأفعال التي تُشكّل جريمة إبادة جماعية، وفقاً للقانون الدولي وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، مرحباً بالبيان الصادر عن 28 دولة من بينها دول أوروبية وكندا وأستراليا واليابان والذي دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي، وفرض عقوبات على الاحتلال، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين.

ولفت المجلس إلى أن استهداف الاحتلال إسرائيلي لأماكن العبادة، بما في ذلك الهجوم الأخير على الكنيسة اللاتينية في مدينة غزة، والذي أدى إلى وقوع ضحايا وجرحى، اعتداء متعمد على دور العبادة والمستشفيات والمدارس.

ودان المجلس استمرار الإجراءات الاقتصادية العقابية التي تمارسها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية، ولا سيما احتجاز أموال الضرائب، مطالباً بالإفراج الفوري عنها، وتوفير شبكة أمان مالية عربية عاجلة.

ورفض مجلس الجامعة العربية بشكل قاطع محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهويد الحرم الإبراهيمي وسحب صلاحيات بلدية الخليل في إدارة الموقع، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تشكّل انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم.

وشدد المجلس على أن الحرم الإبراهيمي وقفٌ إسلامي تديره وزارة الأوقاف الفلسطينية، وأي تغيير في وضعه محاولة لطمس هوية المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، داعياً إلى إعادة تفعيل بعثة المراقبة الدولية في الخليل، وإرسال بعثة أممية عاجلة لرصد الانتهاكات.

ودع المجلس منظمة الأمم المتحدة للتدخل العاجل لحماية السكان الفلسطينيين، مطالباً الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتحديداً الجزائر والصومال، إلى التحرك لعقد جلسة طارئة للمطالبة بإنهاء الحصار على قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.

وأشار المجلس إلى أنه في حالة انعقاد دائم، مطالباً الأمين العام لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ القرارات ورفع تقرير بشأنها في الدورة القادمة.