-A +A
محمد حفني (القاهرة)okaz_online@

قوبل إعلان واشنطن شطب 5 منظمات من لائحة الإرهاب الأجنبية باستغراب واستياء كبيرين خصوصا في هذا التوقيت الذي تتوحد فيه الجهود الدولية والإقليمية لاقتلاع الظاهرة من جذورها، وأثار القرار الأمريكي تساؤلات عدة حول دلالات هذا التوجه، وانعكاساته فى الحرب على الإرهاب.

وتضم المنظمات المشطوبة من«القائمة السوداء»: حركة إيتا الباسكية، الجماعة الإسلامية بمصر، المجموعة اليهودية المتطرفة «كهانا حي»، المنظمة الجهادية الفلسطينية «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، وجماعة «أوم شينريكيو»، أو «الحقيقة العليا» اليابانية.

(توقيت غريب ومريب)

ووصف مراقبون وخبراء قرار واشنطن بـ«الخاطئ» كونه لا يصب في صالح جهود مكافحة الإرهاب إقليميا ودولياً، مؤكدين أن توقيت صدوره «غريب ومثير في آن»، خصوصا أنه يتزامن مع موجة انتقادات عارمة ضد محاولاتها حذف الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء. ولم يستبعد المراقبون أن يكون قرار الرئيس جو بايدن «إجراء مسيسا»، إذ يجري توظيف الإرهاب سياسيا من قبل أطراف دولية، لتحقيق أهداف إستراتيجية بعيدة المدى.

وأكد سياسي مصري أن القاهرة لم تتوقع من واشنطن إصدار مثل هذا القرار في مثل هذا التوقيت الغريب، إذ لا تزال السلطات المصرية تواجه جماعات التطرف والإرهاب بكل حسم وقوة، مضيفا أنه كان يتوجب على الإدارة الأمريكية مساعدة الإدارة المصرية في مكافحة هذه التنظيمات الإرهابية وليس إزالتها من قائمة الإرهاب، ومن ثم فإن هذا الإجراء يمثل تهديدا للأمن والاستقرار.

(رسالة خاطئة)

الخبير الأمني والإستراتيجي اللواء محمد صادق، انتقد قرار واشنطن بشطب المنظمات الخمس خصوصا أن بينها «الجماعة الإسلامية و مجلس شورى المجاهدين في القدس»، ما اعتبره رسالة خاطئة لجماعة «الإخوان» التي خرجت من كنفها معظم تنظيمات الإرهاب بالاستمرار في أعمالها التخريبية.

وقال لـ«عكاظ» إن الجماعة الإسلامية أجبرت على رمي السلاح أمام قوة النظام المصري خلال مراجعاتها داخل السجون واعترافهم بالقتل خصوصا الرئيس السابق أنور السادات، مضيفا أنه لولا اقتحام السجون عقب ثورة 25 يناير عام 2011، وحكم جماعة الإخوان لكانوا رهن السجون حتى الآن، مؤكداً أن قيادات تلك الجماعة كانت تعمل بجوار الإخوان وأيدتها في الكثير من مواقفها، فكلاهما وجهان للإرهاب.

واعتبر المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء نصر سالم، القرار إشارة خاطئة لجماعات الإرهاب للعمل بنشاط أكبر مرة أخرى، فضلا عن أنه يمثل طعنة لأهالي الضحايا الذين قتلوا على أيدى تلك العصابات.

وأفاد بأن الشارع العربي والمصري كان ينتظر إدراج جماعة «الإخوان» منظمة إرهابية من قبل البيت الأبيض، إلا أن القرار الأخير جعل إدراج تلك الجماعة في مهب الريح، رغم أن العالم كله يعلم جرائمها الإرهابية داخل وخارج مصر والبلاد العربية.