-A +A
محمد فكري (جدة)okaz_online@
هل تكون «الجفرة» مقبرة الغزاة العثمانيين الجديدة؟، وهل تدفن فيها أوهام وأطماع «رجل تركيا المريض» أردوغان؟. لا شك أن الضربة الموجعة التي تلقتها القوات التركية في قاعدة «الوطية» والتي اعترفت أنقرة بأنها خلفت خسائر فادحة ستكون لها تداعياتها على المشهد الليبي السياسي والميداني. فقد أربكت هذه الضربة الكبيرة حسابات الغازي التركي، بعدما دمرت منظومة دفاع جوي خاصة بها، فسارعت الرئاسة التركية، إلى الإعلان أن قاعدة «الجفرة» هدف عسكري لقواتها. وهنا يثور السؤال: ماذا لو أقدم المحتل التركي على تسيير قواته الغازية إلى هذه القاعدة؟ وكيف سيكون رد الفعل المصري بعد أن أعلنت القاهرة أن هذه المنطقة «خط أحمر»؟. لاشك أن هذه القاعدة العسكرية تكتسب أهمية مضاعفة، إذ تشكل مع سرت موقعاً إستراتيجياً ومفتاحاً للسيطرة على الثروة النفطية خصوصاً منطقة الهلال الغنية بالنفط. أضف إلى ذلك أنها تضم أكبر قاعدة جوية. وبحسب خبراء عسكريين، فإن السيطرة على «الجفرة وسرت» يعني أن طريق الوصول إلى الحدود المصرية بات مفتوحاً، ومن ثم أصبح تهديدها أمراً سهلاً، ومن هنا يمكن فهم مغزى التهديد المصري القوي بأنهما «خط أحمر» ويعتقد العسكريون، أن الوصول إليهما يعني «إعلان الحرب» مباشرة على مصر، وهو ما تتحسب له القاهرة وتستعد له في ظل الإعلان التركي المستفز باعتبار الجفرة هدفاً عسكرياً له. ويؤكد هؤلاء أنه حال حدوث هذا السيناريو، فإنه لا بديل أمام مصر إلا التعامل المباشر والسريع مع هذا الموقف، بمعنى توجيه ضربة عسكرية لأي قوة تشكل تهديداً للأمن القومي المصري.

وحذر الخبراء نظام أردوغان من مجرد التفكير في هذا السيناريو الذي سيمثل وبالاً عليه وعلى قواته، وستكون الجفرة بمثابة مقبرة جديدة للمستعمر التركي. ولفت هؤلاء إلى أن أي تحرك لقوة معادية إلى هذه المنطقة الاستراتيجية سوف تكون تحت مرمى النيران الجوية المصرية، وسوف يجري التعامل السريع معها عبر توجيه ضربة مباشرة ومؤثرة، باعتبارها تمثل اختراقاً للأمن المصري.


يذكر أن قاعدة الجفرة تقع جنوبي سرت، ولا يفصلها عنها سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلومتر، وهي من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية الحديثة والقوية، فضلاً عن أنها تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الليبي.