سفير اليابان فوميو إيواي
سفير اليابان فوميو إيواي
-A +A
سفير اليابان فوميو إيواي
بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور الياباني ناروهيتو، بتاريخ 23 من فبراير، يشرفني أن أتقدم بأصدق التهاني والتبريكات لجلالته ولعائلته الموقرة، متمنياً لهم دوام الصحة والعافية. كما أود أن أعرب عن خالص امتناني لصحيفة «عكاظ» على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث عن عمق ومتانة العلاقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية.

زيارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لجدة


لقد شهدت العلاقات الثنائية بين اليابان والمملكة العربية السعودية تقدماً بارزاً خلال عام 2023، حيث زار رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا مدينة جدة في شهر يوليو الماضي، وعقد اجتماع قمة يابانية سعودية مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد الطرفان حينها العمل معاً على توسيع مجالات التعاون؛ لتشمل العلوم والتقنيات المتقدمة والطب والرعاية الصحية وغيرها من المجالات في إطار «الرؤية السعودية اليابانية 2030».

وفي القمة نفسها، اتفق الجانبان على إقامة حوار استراتيجي على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين، ورحبا بالاتفاق على استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين اليابان ومجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ذلك، وانطلاقاً من طموحات البلدين في مجال الطاقة النظيفة، اتفقا على إطلاق «مبادرة المنار اليابانية السعودية للتعاون في مجال الطاقة النظيفة» كإطار جديد للتعاون. وأيضا عُقدت «طاولة مستديرة للأعمال بين اليابان والمملكة» خلال زيارته في جدة، حيث تم توقيع وتبادل 26 مذكرة تفاهم بين شركات يابانية وأخرى سعودية.

تعزيز العلاقات الثنائية

من خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين رفيعي المستوى، تم تمهيد الطريق لزيارات رسمية قام بها مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى من كلا البلدين في العام نفسه، من ضمنها زيارة وزير الخارجية -آنذاك- يوشيماسا هاياشي في شهر سبتمبر، وزيارة وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة كين سايتو، ونائب وزير الخارجية البرلماني يوئيتشي فوكازاوا في شهر ديسمبر.

ومن الجانب السعودي، أود أن أذكر زيارة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى اليابان في شهر أغسطس، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة في شهر نوفمبر، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في شهر ديسمبر، وكذلك محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان في شهر سبتمبر، وما لا شك فيه أن هذه الزيارات تلعب دوراً مهماً في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لنشهد جميعاً نتائجها الملموسة.

تطوير النشاط الاقتصادي والاستثمارات المتبادلة

أما في ما يتعلق بالأنشطة الاقتصادية والاستثمارات الثنائية، فقد عقد «ملتقى الاستثمار السعودي الياباني» في شهر ديسمبر، حيث تم توقيع وتبادل 14 مذكرة تفاهم من قبل جهات حكومية وشركات خاصة من كلا البلدين، وذلك في مختلف المجالات. وفي هذه الظروف الإيجابية، افتتحت 7 شركات يابانية مكاتب ومصانع جديدة لها في المملكة، مثل HIS, Fujifilm Healthcare Monstarlab, Cannon Medical Systems, Takeda Pharmaceutical, Avex and.AIZAWA Concrete Corporation.

وفي ظل توجه المملكة لتنويع صناعاتها وتوسيع استثماراتها شملت فرص التعاون مجالات جديدة مثل الطب والرعاية الصحية والمياه والسياحة والترفيه وغيرها.

تفعيل التأشيرة الإلكترونية لليابان وتعزيز السياحة المتبادلة

وفي ما يتعلق بالسفر إلى اليابان، فقد تم التقدم في تسهيل إجراءات التأشيرة، بما في ذلك إطلاق خدمة إلكترونية لإصدار تأشيرات سياحية إلى اليابان وإصدار تأشيرات دخول متعددة لحاملي جوازات السفر السعودية بشروط معينة. ونتيجة لذلك بلغ عدد التأشيرات الصادرة في عام 2023 نحو أربعة أضعاف عدد التأشيرات في عام 2022، إضافة إلى ذلك تجري المناقشات لإطلاق رحلات جوية مباشرة بين اليابان والمملكة، الأمر الذي طال انتظاره.

ويسرني كذلك أن أشهد زيادة عدد السياح اليابانيين الذين يزورن المملكة، وأنه يسعدني أن أرى الاهتمام المتزايد بين شعبي المملكة واليابان بتبادل الزيارات السياحية بينهما والتعرف على ثقافة كل منهما، حيث إن تقوية الروابط بين الشعب مهمة جداً لتعزيز العلاقات الثنائية.

وفي عام 2025، سنحتفل معاً بالذكرى الـ70 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية.

وسيصادف عام 2025 الذكرى الـ70 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية، وإني على ثقة بأن البلدين سيواصلان تعميق علاقاتهما الثنائية وسيحتفلان معاً بهذه الذكرى المميزة التي تحمل أسمى معاني الصداقة والشراكة الحقيقية.

والجدير بالذكر أن اليابان ستستضيف إكسبو أوساكا كانساي في العام نفسه، كما ستستضيف المملكة إكسبو القادم في عام 2030؛ الأمر الذي سيعزز أيضاً العلاقات الودية بين البلدين. وفي ختام هذه المناسبة المشرفة، أتمنى دوام الصحة والعافية لقادة هذا الوطن المبارك، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشعب المملكة العزيز.