الجهات المعنية بالمدينة المنورة تُكمل استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن بعد أدائهم مناسك الحج وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
الجهات المعنية بالمدينة المنورة تُكمل استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن بعد أدائهم مناسك الحج وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
-A +A
سامي المغامسي (المدينة المنورة) sami4086@
أكملت كافة الجهات المعنية في منطقة المدينة المنورة استعداداتها لاستقبال أكثر من 700 ألف حاج بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج، إذ بدأت طلائع الضيوف الوصول، أمس، وسط منظومة متكاملة من الخدمات بمتابعة مباشرة من أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج والزيارة الأمير فيصل بن سلمان. وشهدت منافذ الدخول حركة وصول عبر محطة قطار الحرمين الشريفين؛ التي شهدت الكثافة الأعلى في الوصول، وكذلك المنافذ البرية عبر طريق الهجرة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز؛ الذي يشهد كثافة في حركة القدوم ومغادرة الحجاج إلى بلدانهم.

وأكد وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الزيارة بالمدينة المنورة محمد البيجاوي لـ«عكاظ»، أن الوزارة أكملت التجهيزات والاستعدادات كافة؛ لاستقبال ضيوف الرحمن بالتنسيق مع الجهات المعنية وتقديم التسهيلات لهم منذ وصولهم حتى مقر السكن المخصص لهم، وكثفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جاهزيتها وأعمالها لاستقبال ضيوف الرحمن، وهيأت المسجد النبوي بكامل طاقته الاستيعابية من خلال فرش 18 ألف سجادة، ومضاعفة الكوادر البشرية لتنظيم حشود ضيوف الرحمن والممرات وتسهيل حركة المصلين؛ لتمكينهم من الوصول للمواقع المخصصة للصلاة، كما عملت الوكالة على التنسيق والتعاون المشترك مع الجهات ذات العلاقة لتسهيل حركة المصلين وتعطير أرضيات المسجد النبوي والسجاد وتعقيم وتطهير أرضيات المسجد النبوي ومرافقه والسجاد، وتولي الوكالة اهتماماً كبيراً للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تهيئة مسارات خاصة لهم وتوفير مصلى خاص بهم، إضافة إلى توفير مصاحف بلغة برايل وترجمة الخطبة بلغة الإشارة، ولإيصال الماء لجميع المصلين عملت الوكالة على توزيع حافظات زمزم في جميع أنحاء المسجد النبوي، وهيأت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عدداً من الوسائل للمساهمة في حماية الزوار من حرارة الصيف، وتعمل منظومة التكييف بكفاءة عالية، ويتم ضبط درجة التبريد في المسجد النبوي بناء على درجات الحرارة للمحافظة على برودة متوازنة، وتبلغ مساحة المحطة المركزية للتكييف 70 ألف متر مربع، وتضم أكبر مكثف لتبريد الماء في العالم، ويوجد بها ستة مبردات؛ سعة المبرد الواحد منها 3400 طن، وتصل درجة تبريد الماء إلى خمس درجات مئوية، وتستخدم أحدث الطرق والتقنيات لتوزيع المياه الواردة من المحطة بشكل دقيق ومتناسق وآلي لتصل إلى 151 وحدة لمعالجة الهواء وتوزيعه وتبريده.


حماية المصلين من الانزلاق

يتم تبريد المسجد بالهواء المدفوع عن طريق الأنابيب المتصلة بالأعمدة ثم تستكمل دورة تبريد المياه بعودتها عن طريق أنابيب معزولة لتصل إلى المحطة المركزية لتكتمل عملية التبريد و250 مظلة ضخمة بارتفاع 15م و14م، ويبلغ وزن المظلة الواحدة 40 طناً، تعمل بنظام آلي لوقاية المصلين من حرارة الشمس، وحمايتهم من مخاطر الانزلاق والسقوط في حال نزول المطر. وتعمل مراوح الرذاذ في ساحات المسجد النبوي على تلطيف الأجواء وتخفيف الحرارة على المصلين، حيث يوجد في الساحات 436 مروحة رذاذ، وتخضع شبكة مياه الرذاذ المركزية للتعقيم المستمر لضمان جودة المياه فيها وخلوها من البكتيريا والمحافظة على سلامة زائري المسجد النبوي. ويتميز الرخام الأبيض (التاسوس) الذي يغطي المناطق المخصصة للصلاة في ساحات المسجد النبوي بكونه عاكساً للحرارة والضوء، حيث يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل، مما يجعله دائم البرودة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة. وتوفر وكالة شؤون المسجد النبوي 20 ألف حافظة لشرب مياه زمزم، وتصل إلى 22 ألفاً في أوقات الذروة، إضافة لمشربيات المياه في ساحات المسجد النبوي وعبوات الماء الموزعة على الزوار في أنحاء المسجد النبوي لسقيا ضيوف الرحمن. وتكثف هذه الجهود خلال فصل الصيف.

وفي الجانب الصحي، أنهت صحة المدينة استعداداتها من خلال تهيئة المرافق الصحية بطاقة تشغيلية تصل إلى 3324 سرير تنويم، إضافة إلى 828 سريراً للعناية المركزة، إلى جانب مراكز الرعاية الصحية الأولية.