حُقن أوزيمبيك.
حُقن أوزيمبيك.
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@
تواجه شركات أطعمة ومشروبات «الحِمْية»؛ التي تهدف لإنقاص الوزن، وهي سوق يصل حجمها إلى نحو 76 مليار دولار، مستقبلاً مظلماً مع تزايد شعبية العقاقير الأخيرة المخصصة لتحقيق الغرض نفسه، مثل (أوزيمبك) و(ويغوفي). وأنفق كثيرون مئات آلاف الدولارات في اتباع حِمية كيتو، وغيرها من أغذية وبرامج إنقاص الوزن، ومنها نوتريسيستم، ووايتواتشرز. وقالت الأمريكية أنك اينوار بيك إنها واحدة من أولئك الذين أنفقوا تلك الأموال على مدى سنوات، لكنها بدأت تناول عقار أوزيمبك في نوفمبر الماضي. وفقدت خلال هذه الفترة القصيرة نحو 13.6 كيلوغرام من وزنها. وأضافت أن مستوى الكوليسترول والسكر في الدم تحسن كثيراً، وأضحت تتناول قدراً أقل من السعرات الحرارية من دون أن تشعر بالجوع. وأدت مثل هذه الانطباعات إلى إثارة الهلع في أنفس رؤساء وقادة شركات الحمية الغذائية، الذين بلغت مبيعاتهم 76 ملياراً خلال سنة 2022. وتشمل منتجاتهم برامج إنقاص الوزن، والصودا قليلة السعرات الحرارية، والوجبات المجمدة قليلة السعرات الحرارية، وعضوية أندية اللياقة البدنية. ويرى المراقبون أن الأدوية الثلاثة المخصصة لإنقاص الوزن (ويغوفي وأوزيمبك اللذين تصنعهما شركة نوفو نورديسك الدنماركية، ومونجارو الذي تصنعه شركة إيلي ليللي) أحدثت تغييراً كبيراً في مشهد سوق إنقاص الوزن؛ بل ألغت المفاهيم التي ظلت تهيمن منذ عقود، بأن الحمية الغذائية، والتمارين الرياضية، والإرادة هي السبيل الأوحد لفقدان الوزن. وعمدت بعض الشركات، مثل «وايتواتشرز» إلى احتضان الأدوية الجديدة، باعتبار أنها في طريقها إلى أن تكون مستقبل صناعة إنقاص الوزن. لكن شركات أخرى تمسكت بحميتها وبرامجها، مدعية أن ما لديها خيارات طبيعية، تمثل بديلاً من الأدوية، وأن مسألة إنقاص الوزن ليس لها أي حل سريع. ويحذر هؤلاء من الآثار الجانبية للأدوية الجديدة المذكورة، كالغثيان، والإسهال، والحاجة إلى الاستمرار وقتاً طويلاً في تناول هذه الأدوية للحفاظ على الوزن. وبعض تلك الشركات ظل يمتص مداخيل الأمريكيين منذ عقود، بدعوى القدرة على تحقيق أحلامهم بإنقاص أوزانهم. فقد تأسست «وايتواتشرز» في سنة 1963 وظلت تعد زبائنها بتحقيق حلمهم من خلال عدّ السعرات الحرارية في وجباتهم، وتغيير أساليب حياتهم. ومن الجانب المقابل ظلت أدوية خفض الوزن تظهر، وتثير جَلَبة كبيرة، ثم تختفي. وغالباً ما يعزى اختفاؤها إلى اقترانها بمشكلات صحية. وخلال التسعينات تم الترويج لنظام غذائي هو مزيج من الأدوية والحمية الغذائية. لكن تم سحبه من الأسواق بعدما ظهرت تقارير زعمت أن بعض متعاطيه أصيبوا بمشكلات في القلب. وظهرت تقارير تفيد بأن عقار ديكساتريم، الذي كان رائجاً ولا يحتاج شراؤه إلى وصفة طبية، يزيد احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية.

لكن حجم سوق إنقاص الوزن لم تتقلص، بل زادت في الواقع. فقد أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أن نحو 42% من الأمريكيين كانوا مصابين بالبدانة خلال الفترة 2017-2020. وكانت النسبة بحدود 31% خلال الفترة 1999-2000. ويجمع مرضى وأطباء وباحثون على أن أهم ميزة لأدية ويغوفي وأوزيمبك ومونجارو تتمثل في قدرتها على إحداث انخفاض سريع في الوزن. وهي على رغم أنها مرخصة أصلاً باعتبارها أدوية لمعالجة السكري من النوع الثاني. ويبلغ سعر دواء أوزيمبك 892 دولاراً للشهر الواحد، فيما تصل تكلفة ويغوفي إلى نحو 1350 دولاراً شهرياً. وتواجه شركات الحمية الغذائية وبرامج إنقاص الوزن اختباراً قاسياً للاختيار بين إدماج الأدوية الجديدة ضمن برامجها، أو الاستمرار في عرض تلك البرامج وحدها، مع ما يرافقها من تغيير في أساليب الحياة اليومية. ولعل أبرز تغير في سياسات تلك الشركات قرار «وايتواتشرز» الاستحواذ على شركة «سيكونس»، وهي شركة توفر للمريض خدمة الاتصال الهاتفي بالطبيب، الذي يملك صلاحية وصف عقار أوزيمبك، أو ويغوفي، أو مونجارو للمريض. وبما أن «وايتواتشرز» ظلت تدعو، منذ ستينات القرن الماضي، إلى عد السعرات الحرارية في كل طعام، وتغيير أساليب الحياة، وهي خيارات لم تُجدِ لدى كثيرين ممن يسعون لتخفيض أوزانهم؛ فقد انخفض عدد عملاء الشركة من 5 ملايين نسمة خلال 2020، و4.2 مليون نسمة في 2021 إلى 3.5 مليون نسمة بنهاية 2022. وقالت رئيستها التنفيذية سيما سيستاني إن الشركة خلصت إلى أن استيعاب العقاقير الجديدة أفضل لعدد كبير من المرضى الذين تربطهم علاقة عملية بالشركة. وأضافت أن الشركة تعتزم استحداث آليات جديدة لمساعدة من يفقدون وزناً بتناول العقاقير الجديدة على ضمان الحصول على تغذية جيدة بعد فقدان الوزن، خصوصاً أن العقاقير المذكورة تحدث تقلصاً كبيراً في الشهية. وتتمسك شركات أخرى بأنها لن تأبه للأدوية الجديدة، متذرعة بأنها تتسبب في مضاعفات جانبية، فضلاً عن أنه لم تجر دراسات كافية لمعرفة نتائج تعاطيها كافة.


فوائد صحية كبيرة لـ«الآيسكريم»؟

ذكر بحث أجرته شعبة التغذية في جامعة هارفرد الأمريكية أن للبوظة (الآيسكريم) فوائد صحية جمّة. وأورد البحث، الذي نشرته مجلة «ذا أتلانتك»، أنه بالنسبة إلى مرضى السكري فإن تناول كوب من الآيسكريم يومياً يخفض احتمالات الإصابة بمشكلات القلب. وأثارت الخلاصات التي توصلت إليها جامعة هارفرد دهشة العلماء، الذين تساءلوا عن أية فائدة صحية يمكن أن يجنيها مريض السكري من طعام مفعم بالسكر. وعلى رغم أن الدراسة الأخيرة أجريت في سنة 2018؛ فإن جامعة هارفرد ذكرت أنها توصلت إلى تلك الخلاصة نفسها في دراسة مماثلة أجريت في سنة 2005، بناء على استقصاءات أجريت خلال الفترة 1986-1998. وذكرت الجامعة أن تقليص مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتناول منتجات ألبان إما قليلة الدهون أو منعدمة الدهون تماماً. وتشير نتائج الدراسة إلى أن من يتناولون الحليب منخفض الدهون أو الخالي تماماً من الدهون مرتين يومياً تنخفض احتمالات إصابتهم بالسكري بنسبة 22%. أما الرجال الذين يتناولون الآيسكريم مرتين أو أكثر كل أسبوع ينخفض لديهم احتمالات الإصابة السكري بالنسبة نفسها. وقال نجم يوتيوب أنتوني هاوارد كراو لمجلة «صحة الرجال» إنه فقد 14.5 كيلوغرام من وزنه، بعد اكتفائه بتناول الآيسكريم وبعض المضافات الغذائية على مدى 100 يوم.