اتهمت الصين الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة نموها. ويبدو الرئيسان الأمريكي والصيني في آخر لقاء بينهما. (وكالات)
اتهمت الصين الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة نموها. ويبدو الرئيسان الأمريكي والصيني في آخر لقاء بينهما. (وكالات)
صينيون بانتظار عبور إشارة ضوئية في أحد شوارع بكين. (وكالات)
صينيون بانتظار عبور إشارة ضوئية في أحد شوارع بكين. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن)، ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
عقد مجلس النواب الأمريكي، الذي يتزعمه الجمهوريون، جلسة استماع أمس (الأربعاء) في شأن السعي إلى معرفة أصل فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19 في أرجاء العالم. ومثلما كان متوقعاً فقد كانت الجلسة خليطاً من المسرح السياسي، والأسئلة الجوهرية المتعلقة بسلامة المختبرات، وما كان يتعين القيام به لمنع أسوأ أزمة في الصحة العامية خلال قرن. وركّزت الجلسة التي عقدتها اللجنة الفرعية بشأن وباء فايروس كورونا العالمي على الجدل المتنامي حول مزاعم تسرب الفايروس من مختبر صيني بمدينة ووهان في الصين. وأصدر النواب الجمهوريون، قبيل التئام الجلسة، مذكرة حوت انتقادات جمّةً للمدير السابق للمعهد القومي للحساسية ومكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنتوني فوتشي، الذي كان أحد كبار القادة التنفيذيين الذين تصدوا للرد على نازلة كورونا. ودعا الجمهوريون إلى جلسة الأربعاء ثلاث شخصيات، هم المدير السابق للمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها روبرت ريدفيلد، خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب؛ وزميل المجلس الأطلنطي جايمي ميتزي، ومحرر الشؤون العلمية السابق بصحيفة «نيويورك تايمز» نيكولاس وايد. والقاسم المشترك بين ثلاثتهم هو زعمهم أن الفايروس ربما تسرب من مختبر صيني بسبب حادثة. وعلى رغم أن نظرية حادثة المختبر لم تجد حماسة لقبولها إلا لدى قلة من وكالات الاستخبارات الأمريكية؛ فإن جذوتها اتّقدت أخيراً، بعدما شدد عليها تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية، أقرت فيه الوزارة بأنها تؤيد تلك المزاعم «بأقل قدر من المصداقية». كما اكتسبت المزاعم المتعلقة بالمختبر الصيني وهجاً جديداً بعد إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي كريستوفر راى، الأسبوع الماضي، أن سبب الوباء العالمي «الأكثر احتمالاً هو حادثة في مختبر» صيني. وتقول أربع وكالات استخبارية أمريكية، علاوة على مجلس الاستخبارات القومي، إنها تعتقد بمستوى متدنٍ من الثقة بأن الفايروس قفز على الأرجح من حيوان إلى إنسان بشكل طبيعي. وقالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) إنها لم تحدد موقفاً قاطعاً بهذا الخصوص. وتزامنت جلسة الاستناع أمس مع اجتماعات عقدها كبار مسؤولي الاستخبارات مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، لإطلاعهم على آخر المستجدات، في سياق جلسة استماع تعقد سنوياً لتحديث معلومات المشرعين في شأن التهديدات العالمية للأمن القومي الأمريكي. وقال السناتور المستقل أنغاس كينغ إنه بسبب حجب الصين المعلومات، إذا كان ظهور الفايروس نتيجة تسرب من مختبر، فهي معلومة تعني شيئاً؛ وإذا لم تتوافر معلومة بشأن أصل الفايروس فمعنى ذلك أن هناك خبثاً ونية صينية مبيّتة. وتتكون اللجنة الفرعية بشأن وباء فايروس كورونا الجديد من 9 نواب جمهوريين، و7 ديموقراطيين. وتضم النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، المعروفة باعتناق «نظرية المؤامرة»، والنائب الجمهوري روني جاكسون، وهو الطبيب الخاص بالبيت الأبيض خلال رئاسة ترمب. وكان المفتش العام لوزارة الدفاع (البنتاغون) أعلن أنه اكتشف أن جاكسون يكثر من الشرب أثناء العمل. ويرأس اللجنة النائب الجمهوري براد وينسترب. ويعاونه النائب الديموقراطي راول رويز. وكانا أعلنا أنهما يريدان التعالي على الخلافات الحزبية، لإجراء تحقيق شفاف في شأن أصل الفايروس. وقال وينسترب، في بيان قبيل جلسة الاستماع أمس، إن التحقيق يجب أن يبدأ من أين وكيف جاء الفايروس، حتى يتسنى لنا أن نحاول التنبؤ، والاستعداد، والحماية، والوقاية لمنع تكرار حدوث ذلك. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن التجاذب، خصوصاً بشأن دور الدكتور فوتشي، قد يجعل ذلك التحقيق مستحيلاً. فقد تعهد الجمهوريون، حتى قبل أن تتحقق لهم الهيمنة على مجلس النواب، بإخضاع فوتشي للتحقيق؛ بل إن النائبة مارجوري تايلور غرين ذهبت إلى حد وصف الدكتور فوتشي بأنه «عدو للعالم». وقال فوتشي أمس إنه لم يتم استدعاؤه للإدلاء بشهادة أمام جلسة الاستماع. وكان النواب الجمهوريون أعضاء اللجنة الفرعية قالوا، في بيان الأحد الماضي، إن فوتشي دفع بشدة لصدور ورقة علمية سعت إلى التقليل من شأن نظرية تسرب الفايروس من مختبر صيني. ورد فوتشي على ذلك بالقول إنه «اتهام زائف ومضلل». وزاد: لقد قلت مراراً إننا يجب أن نبقي أذهاننا منفتحة حيال أصل الفايروس، وإن أصل الفايروس يجب أن يكون محور دراسة علمية مستمرة بعقل مفتوح، تتبع البيانات والأدلة. وأضاف: يظل ذلك هدفي إلى اليوم. وأوضح فوتشي أنه يعتقد بأن الأدلة المتاحة تشي بأن الفايروس ظهر بشكل طبيعي. لكنه شدد على أنه يظل منفتحاً على فكرة حدوث تسرب من مختبر صيني. ويتمسك الجمهوريون برصد تصرفات فوتشي خلال فبراير 2020، قبل أكثر من شهر من اندلاع نازلة كورونا، خصوصاً سلسلة من الرسائل الإلكترونية (إيميلات) تبادلها مع علماء ومسؤولين صحيين، في سياق مساعيهم إلى حل لغز مصدر الفايروس. ومنها رسائل تبادلها مع مدير المعاهد القومية للصحة آنذاك الدكتور فرانسيس كولينز، وعالم الفايروسات بمعهد سكريبس للأبحاث كريستيان أندرسن، والعالم البريطاني الدكتور جيريمي فارار، الذي كان آنذاك مديراً لأوقاف ويلكوم المتخصصة في الأبحاث الصحية. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في ديسمبر 2022 أنها اختارت الدكتور فارار ليكون كبيراً لعلمائها. وتشير رسالة إلكترونية أثارت قدراً كبيراً من الاهتمام منذ كشف محتواها في سنة 2021 إلى أن الدكتور أندرسن كتب أن ثمة خصائص محددة للفايروس جعلته يعتقد بأنه ربما تمت هندسته وراثياً في مختبر. وقال إنه بعد سلسلة مناقشات مع العلماء الآخرين توصلوا إلى أن التركيب الجينومي (الوراثي) للفايروس لا يتفق مع التوقعات المتعلقة بنظرية النشوء الطبيعي. لكنه قال أيضاً إنه يتعين بحث ذلك بشكل دقيق، لأنه لا يزال يتعين إجراء مزيد من التحليل، ولذلك فإن هذه الآراء قابلة للتغير. وبالفعل تغيرت تلك الآراء خلال أيام. فقد كتب فريق العلماء الذين عكفوا على التحقيق في أصل الفايروس أن الأدلة الوراثية لا تتسق مع فايروس تمت هندسته وراثياً بشكل متعمد. ويعني ذلك أنهم أضحوا يعتقدون، بصريح العبارة، أن الباحثين لم يقوموا بـ«صناعة» ذلك الفايروس. وفي مارس 2020، نشر الدكتور أندرسن ومجموعة من العلماء بحثاً في مجلة «الطب الطبيعي» جاء فيه أن تحليلاتهم أظهرت أن الفايروس «ليس صنيعة مخبرية ولا هو فايروس تم تعزيز قدراته بشكل متعمّد». ويعتقد المشرعون الجمهوريون أن الدكتور فوتشي أثّر في أولئك العلماء حتى غيروا آراءهم، حتى قاموا بنشر دراستهم المشار إليها للتقليل من شأن نظرية تسرب الفايروس من مختبر صيني. وهو اتهام نفاه فوتشي وأندرسن مراراً. وتمسك أندرسون بأن آراءهم العلمية تغيرت بعد بضعة أيام من البحث المُضني. وتشير بقية الرسائل البريدية الإلكترونية إلى أن أولئك العلماء تشاوروا مع مختصين في الفايروسات لديهم خبرة أكبر في سلالات عائلة الفايروس التاجي (كورونا)، الذين قالوا إن خصائص الفايروس التي بدت لهم أول الأمر مثيرة للقلق لا تدل، في حقيقة الأمر، إلى أن الفايروس تم تغييره في مختبر. ورأى الدكتور أندرسن أن مذكرة النواب الجمهوريين خرجت بالمسألة من رحاب البحث العلمي في شأن أصل الفايروس. ويزعم الجمهوريون أن بين أيديهم دليلاً على أن الدكتور فوتشي أثّر في الدراسة. وأكد الأخير في بيان أنه لم يتدخل بأي شكل في صياغة الدراسة التي نشرتها مجلة «الطب الطبيعي». كما أنه لم يشارك أصلاً في كتابتها، ولا في تحرير أي جزء منها. وناشد أعضاء اللجنة الفرعية من الديموقراطيين زملاءهم الجمهوريين بعدم «تسييس» المسألة، والكف عن الالتهامات بالتآمر، التي يدمغون بها خبراء الشعب الأمريكي المتخصصين في الصحة العامة.

جرعة «سادسة» لحماية البريطانيين خلال الربيع


ناشدت اللجنة الحكومية للقاحات والتحصين جميع البريطانيين الذين يبلغون من العمر 75 سنة فما فوقها التقدم إلى المراكز الصحية للحصول على جرعة تنشيطية سادسة من اللقاحات المضادة لفايروس كوفيد-19. وحذرت من أن الفايروس لا يزال متفشياً في أرجاء بريطانيا. وتشير أحدث إحصاءات مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن شخصاً من كل 45 شخصاً في إنجلترا وأسكتلندا وويلز أصيب بكوفيد-19 خلال الأسبوع المنتهي في 21 فبراير 2023. ويرتفع العدد إلى شخص من كل 90 شخصاً في آيرلندا الشمالية. كما تشير الأرقام إلى أن مستويات العدوى متزايدة بشكل خاص وسط من بلغوا من العمر 70 سنة فأكثر. وقالت لجنة اللقاحات والتطعيم إنها تخطط لإتاحة جرعة تنشيطية سادسة لأي شخص عمره 5 سنوات فأكثر من المصابين بعلة في المناعة، ولأي بالغ عمره 75 سنة فأكثر، والمسنين المقيمين في دور إيواء العجزة. وقالت رئيسة قسم التحصين بوكالة الأمن الصحي الدكتورة ماري رامسي إن كوفيد-19 لا يزال فاشياً في بريطانيا، إذ إن هناك زيادة ملموسة في عدد المسنين الذين تم تنويمهم في المستشفيات. وأوضحت لجنة اللقاحات والتحصين أنه خلال فصل الربيع سيكون بإمكان البريطانيين الحصول على جرعة تنشيطية من أي من أربعة لقاحات متوافرة، وهي لقاحا موديرنا وفايزر-بيونتك؛ اللذان حدّثا جرعتيهما التنشيطيتين لتستهدفا السلالة الأصلية وسلالة أوميكرون؛ ولقاح شركتي سانوفي وغلاكسوسميثكلاين، الذي يستهدف سلالة بيتا، ولقاح نوفافاكس الذي يستهدف السلالة الأصلية التي ظهرت في سنة 2020.