king salman 1555
king salman 1555
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
ضم كتاب: «وطن في ملك».. الدور الريادي الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- منذ انطلاق مسيرة النماء والرخاء والازدهار لبلادنا وشعبنا، والكتاب الصادر عن جامعة أم القرى بالتعاون مع الهيئة الاستشارية لدار جواهر التراث للنشر والتوزيع، يوثق مشوار حياة الملك سلمان وسيرته ومسيرة إنجازاته التي قادته إلى هذه المنزلة الرفيعة التي يتمتع بها في قلوب ملايين من المواطنين والعرب والمسلمين عبر أرجاء المعمورة.

وقدمت للكتاب؛ الأميرة دليّل بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وقالت: «هناك رجال يسطر لهم التاريخ الكثير من صفحاته بما بذلوه وقدموه لأمتهم، فتظل أعمالهم خالدة ومنجزاتهم موثقة، ويقف الملك سلمان بن عبدالعزيز مع هؤلاء العظام، فهو واحد ممن أسسوا وصنعوا النهضة السعودية، فرغم أن جل حياته العملية قضاها أميراً لمنطقة الرياض، إلا أن بصمات الملك سلمان شملت كل ركن من أركان الدولة السعودية، وعبقريته القيادية والإدارية تركت أثرها في كل قطاع من قطاعاتها، فهو لم يتخل يوماً عن مسؤولية أوكلت له لخدمة المواطن».


وعلى مدى أكثر من ستين عاماً، كان فيها الملك سلمان مهندس تطوير منطقة الرياض وباني نهضتها وتقدمها حتى صارت واحدة من المدن العصرية الحديثة، استطاع وضع أسس ومقومات التنمية الاقتصادية والبشرية فيها بشكل منقطع النظير، ودعم من خلال مشروعاته وأفكاره مسيرة الارتقاء بمستوى معيشة المواطن.

وكان لسلمان بن عبدالعزيز -كذلك- دور بارز في النهضة الإدارية التي شهدها الوطن من خلال اتخاذ مختلف الخطوات والإجراءات؛ التي تكفل تحقيق إصلاح الجهاز الإداري في منطقة الرياض، والتي صارت قدوة لغيرها من مناطق ومدن المملكة كافة، وعمل لسنوات طويلة على تطوير الجهاز الحكومي وتحديثه وتحسين كفاءة الأداء وفاعليته؛ مما أسهم في خلق البيئة الإدارية اللازمة لتنوع أنشطتها وأعمالها واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتوسيع القاعدة الاقتصادية وتنوع مصادر دخلها، ونقل التقنية المتقدمة إلى المملكة وتوطينها، وتشغيل المواطنين في مختلف القطاعات التكنولوجية، وتقليص اعتماد المملكة على الواردات، خاصة في المجالات التقنية والصناعات المتقدمة.

ويتناول الكتاب بالعرض والتحليل الأدوار التي مارسها الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في مختلف الجهات والمهام الإدارية والدبلوماسية والأمنية والعلمية والاجتماعية والإنسانية البالغة الأهمية؛ التي قام بها داخل وخارج الوطن، كما يتناول باختصار تجربته الفريدة والبارعة والنموذجية في بناء وتحديث ونهضة منطقة الرياض ونقلها إلى مصافّ العالمية.

وكذلك يعرج على مواقفه الإنسانية الرفيعة، وصراحته، وشهامته ومروءته العربية التي لا تخطئها العين، وبالإضافة إلى ذلك فإن الكتاب يسعى إلى تقديم قراءة وإبحار في فكره الإنساني العميق ذي الأبعاد الوطنية؛ الإسلامية والعربية الأصيلة، بالتركيز على البُعد السياسي والاجتماعي والإنساني في مواقفه الداخلية والخارجية.

ويسلط هذا الكتاب الضوء على توثيق جوانب مُهمة عن سيرة وأعمال الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- المتفرغ لحب وطنه فكراً وعملاً كالطود الشامخ، من أبرز محطات حياته وإنجازاته المشهودة منذ عقود متواصلة من العمل والجهد المتفاني في مراحل مهمة من تاريخنا الوطني.

ويتكون الكتاب من تسعة فصول؛ يتناول الفصل الأول: حياته وشمائله، الولادة والنشأة، أوصافه -تعليمه، أولاده وتربيته لهم، عاداته في رحلاته، أوسمته- ملابسه، والفصل الثاني: سجاياه، وورعه وتقواه، ثقته بالله وصبره على الابتلاء، رجاحة العقل والبصيرة، سعة اطلاعه وحبه للتاريخ، محبته للبحث العلمي، توقيره للعلماء/‏ قوة الذاكرة ودقة الحفظ/ ‏الجد والاجتهاد وإتقان العمل، تواصله مع المواطنين والتزامه بالمواعيد، الجانب الإنساني/ ‏الحرص على إصلاح ذات البين/ ‏الحس الإعلامي الواعي/‏ الفراسة ودقة الملاحظة/‏ بره بوالديه، والفصل الثالث: الوظائف التي تقلدها، والفصل الرابع: العاصمة الرياض وتطورها أنموذج وطني، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض،

والفصل الخامس: منجزات الملك سلمان الاقتصادية، والفصل السادس: سلمان الأديب الأريب، تطوير دارة الملك عبدالعزيز، التاريخ والأدب والعبر والسبر، والفصل السابع: رعايته للعلم واهتمامه بحفظة كتاب الله العزيز، والفصل الثامن: حقوق الإنسان في حياته، دعمه لجمعيات البر بالرياض، جمعية الأطفال المعوقين، مركز الملك سلمان الاجتماعي للمسنين، موقفه من قضايا وأزمات العالمين العربي والإسلامي في كل من (البوسنة والهرسك، فلسطين، مصر، الجزائر، باكستان)، والفصل التاسع: قالوا عنه وماذا قال.

وفي الفصل التاسع، قال عن الملك سلمان -حفظه الله- عبدالرحمن بن علي الجريسي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض سابقاً، كلمة طويلة نقتطف منها قوله: الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ذو شجون، وأنه لا يمكن أن يختزل في كلمات أو سطور، فأمام هذه الشخصية يقف الفرد حائراً من أين يبدأ؟ فعلى الصعيد الشخصي كثيرة هي المواقف التي احتلت مكانة واسعة من الذاكرة، وهي مواقف لا يمكن أن تغيب لحظة عن حاضري، ومن تلك المواقف ما يعود إلى عام 1387هـ تدخل -حفظه الله- في إنهاء خلاف بيني وبين شريك في محلي التجاري، حيث ذهبت وقتها إلى الملك سلمان (عندما كان أميراً للرياض) جزاه الله خير الجزاء، وعندما جئت كان عادلاً وحازماً كعادته طلب مني الجلوس وطلب شريكي، وعندما اجتمعنا بين يديه قال سأجلس معكما ولن أدعكما تغادرن هذا المكان إلا متفقين، وفعلاً كما عهدناه -رعاه الله- كان حازماً وعادلاً أنهى الموضوع.