صورة قديمة للمدينة المنورة.
صورة قديمة للمدينة المنورة.




الشريف زيد بن شحاد
الشريف زيد بن شحاد




الشريف خالد بن هزاع بن زيد
الشريف خالد بن هزاع بن زيد




الشريف شحاد الحسين بن علي
الشريف شحاد الحسين بن علي
-A +A
خالد بن هزاع الشريف -‏ حفيد الشريف شحاد بن علي ‏khalid98alshrif@
قصة تسليم المدينة المنورة من قبل أميرها آنذاك الأمير الشريف شحاد بن علي (آخر حكام الحجاز في المدينة المنورة) إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود؛ تعد نموذجاً للوفاء بين الكبار من الرجال والزعماء.. حكاية يدونها التاريخ بمداد من ذهب.

فقبل مائة عام بالتمام والكمال بالتقويم الهجري، وبالتحديد في 1343 (1925)، كان حصار الـ10 أشهر للمدينة المنورة من قبل قوات الملك عبدالعزيز، وفي 19 جمادى الأولى 1344 (5 ديسمبر 1925) سُلمت للأمير محمد بن عبدالعزيز، وفُتحت المدينة دون قتال لقوات الملك عبدالعزيز، الذي حرص ألا يقتحمها، وألا يدخلها جنوده ولو فتحت أبوابها إلا بعد العودة إليه.


أثناء حصار الأشهر الـ10، اجتمع أمير المدينة حينها الشريف شحاد بن علي ببعض أهالي المدينة للتشاور في تسليمها للملك عبدالعزيز، فتلقى «الملك» من «الشريف» رسالة يعرض عليه تسليمها وأن يأمن أهلها على أرواحهم وأموالهم، وألا يستلهما إلا أحد أفراد أسرة آل سعود، فأجابه «السلطان» بالقبول.

التقى الملك عبدالعزيز بمندوب الشريف شحاد وهو «مصطفى عبدالعال» في أبرق الرغامة، ثم أرسل الملك عبدالعزيز رسالة إلى الشريف شحاد جاء فيها:

(من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب المكرم الأفخم الشريف شحاد بن علي، سلمه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ فقد تقدم لكم قبل هذا كتاب به كفاية، ثم أنتم تفهمون أننا الحمد لله ما لنا قصد إلا ما به راحة المسلمين في أمر دينهم ودنياهم، فعليه أنتم ومن يتبعكم في وجهي، وأمان الله على دمائكم وجميع أموالكم، وعلى هذا عهد الله وميثاقه على شرط أن جميع أموال الحكومة من أسلحة ورشاشات وذخيرة وتلغرافات وآلات وغيرها تسلم ولا يتغادر منها شيء لا كلي ولا جزئي إلا ما كنتم تصرفتم به قبل رواح مصطفى عبدالعال من طرفكم فهذا حجر وإنما ما كان بعده من تبديل أو تغيير فهذا نجريه، فإذا تممتوا هذا فكونوا مطمئنين آمنين بالله، والله على ما نقول وكيل، وباقي الجواب من رأس مصطفى عبدالعال كفاية، ودمتم.. وإنما ردنا لك إن شاء الله ما تشوف إلا ما يسرك ونزيدك ما ننقصك).

أمر الملك عبدالعزيز ابنه الأمير محمد بالتوجه إلى المدينة واستلامها، وعقب مبايعة أهل المدينة أصبحت تابعة للحكم السعودي، وعُين الأمير محمد بن عبدالعزيز أميراً على المدينة فأسس أجهزة الحكم والإدارة. وثمة كتاب أصدره «مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة» بالتعاون مع «دارة الملك عبدالعزيز»؛ وثَّق مخاطبات ورسائل الملك عبدالعزيز إلى بعض رؤساء العالم الإسلامي وإلى قادة جيوشه أثناء حصار المدينة قبل استسلامها، وأوضح مؤلفه «فهد بن مرزوق اللحياني» حنكة ورجاحة عقل الملك عبدالعزيز في التعامل مع الإشاعات والأخبار الكاذبة التي كانت تنشر في وسائل الإعلام العالمية أثناء حصار المدينة المنورة، كانت تشكل هذه الأنباء حرباً إعلامية ضد المبادئ الشرعية والأخلاقية التي نهجها المؤسس.