-A +A
«عكاظ» (نيويورك)

أكدت المملكة العربية السعودية ضرورة ترسيخ قيم التعاون وبناء جسور السلام، في ظل الوباء غير المسبوق، وما ترتب عليه من خسارة مأساوية في الأرواح والمعاناة التي يعيشها الناس في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى آثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والمالية الوخيمة، مشيرة إلى أن العالم أصبح اليوم أكثر إدراكا لمحدودية الجهود الفردية في احتواء جائحة بهذا الحجم والتخفيف من تداعياتها والحد منها.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، خلال الحدث رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي عقد (الثلاثاء)، افتراضياً بعنوان «تشكيل عالم أفضل: بناء مجتمعات متماسكة وشاملة في بيئة مليئة بالتحديات لـCOVID-19» على هامش أعمال الجمعية العامة الـ75.

وأعرب عن امتنانه العميق لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن هم في الخطوط الأمامية في وقت تستمر فيه عمليه مكافحة الوباء، مؤكداً أهمية تزويدهم بالحماية والدعم اللازمين.

وقال السفير المعلمي: اعترافا بدورها المحوري، ووفاء بمسؤولياتها الدولية، كانت المملكة العربية السعودية وما زالت في طليعة البلدان الساعية إلى تعزيز التعاون الدولي، كما اتخذت المملكة، بصفتها رئيسة مجموعة الـ20 لهذا العام إجراءات فعالة ومنسقة لمعالجة هذه الأزمة الصحية، من خلال عقدها قمة افتراضية استثنائية لقادة دول مجموعة الـ20، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لدعم الجهود الدولية لمواجهة الأزمة.

وأضاف: مهدت النتائج الناجحة والمثمرة لهذه القمة الطريق لاتخاذ قرارات مهمة منها التزام دول مجموعة الـ20 بضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي حرصاً على استقراره وتأمين القطاع المالي.

وأشار إلى أن من ضمن القرارات تعزيز الاستجابة السريعة لمساعدة الدول المحتاجة ودعم الاستقرار المالي العالمي من خلال الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد والبنك الدوليين لتعليق الديون المستحقة على الدول الأكثر فقراً.

وأردف السفير المعلمي: انطلاقاً من هذه الجهود، أعلنت المملكة التبرع بـ500 مليون دولار كدعم مالي للجهود الدولية للتصدي لوباء كورونا، ومن شأن هذا التبرع أن يشكل مساهمة قيمة للمنظمات الدولية المتخصصة في تعزيز التأهب وتحسين الاستجابة للطوارئ وتطوير أدوات التشخيص واللقاحات الجديدة، كما أعلنت المملكة العربية السعودية تقديم 100 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهودها والإجراءات المتخذة لمكافحة هذا الوباء.

وقال: «وإذ يتصدى العالم لوباء كورونا، تؤكد المملكة العربية السعودية على ضرورة الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وتؤكد كذلك أنه لا مكان لأي شكل من أشكال التمييز والعنصرية وكراهية الأجانب إذا أردنا الخروج من هذه الأزمة على نحو أقوى».

وشدد السفير المعلمي في ختام كلمته، على أن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى ترسيخ قيم التعاون وبناء جسور السلام بالنظر إلى الوباء، معرباً عن تقدير المملكة للدور الجوهري الذي يضطلع به تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في نشر ثقافة السلام والتسامح، وجهوده الكبيرة في هذه الأوقات العصيبة.