-A +A
عبدالله بن عبدالسلام الصقير
تأتي ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية هذا العام تحت شعار «همة فوق القمة» لمواصلة مسيرة الإنجازات والعطاء في شتى مناطق ومحافظات وقرى الوطن لينعكس كل ذلك على رفاهية أبنائه، هى ذكرى وطنية تاريخية عظيمة يستذكر فيها أبناء البلاد جيلاً بعد جيل بكل فخر واعتزاز ما بذله الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، من جهود كبيرة وحراك عظيم للمّ شتات الوطن المعطاء تحت راية التوحيد وتوحيده تحت اسم المملكة. في كل عام تُطل فيه علينا ذكرى مناسبة اليوم الوطني المجيد والمعاني التى تُشير إليها أهمية المناسبة وأهمية الاحتفاء بها معاني ترتسم في مخيلة أبناء الوطن كافة وهي معان محاطة بالإجلال والإكبار في جميع صورها للملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولأبنائه البررة من ملوكنا السابقين وصولاً إلى مقام سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى مقام سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)، وفي كل الأطوار التى مرت بها مملكتنا الحبيبة كانت الدولة تترسم خطى الملك الباني المؤسس الذي حدد أهداف الدولة التى جمع شتاتها ووحد بين أقاليمها وقبائلها ومناطقها في وحدة نموذجية فريدة.

لقد ارتكزت هذه الدولة على الأسس التى قامت عليها الدولة منذ الدولة السعودية الأولى والثانية، وكلها انطلقت في حقيقة الأمر من عقيدة إسلامية عربية خالصة على أساس متين من عقيدة التوحيد الخالص لله وحده، وعلى سنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، واليوم نرى التوثب الجديد بإطلاق رؤية المملكة الطموحة التى أعلن عنها سمو ولي العهد، فكانت الانطلاقة الجديدة هي روية الحاضر للمستقبل والتى كان من ثمراتها إعادة اكتشاف محافظة العُلا، وما تطلبه الاكتشاف الرائع من الإعلان عن تشكيل الهيئة الملكية للعُلا. وها هي الهيئة وبالرغم من سني عمرها الأولى إلا أنها لفتت الانتباه بقوة تستحقها «العُلا الملكية» الجميلة والعريقة، ومن المؤكد أن الهيئة وفي خطواتها الدؤوبة وضعت في حسبانها الاهتمام بكل الطرق المؤدية لها كطريق «العُلا - تبوك» الذي أزهقت بسببه العديد من الأرواح والأنفس العزيزة على قلوبنا جميعاً من جراء الحوادث المؤلمة، وآخرها الأسبوع الماضي راح ضحيته أحد شباب العُلا.


نحن متفائلون بحول الله وقوته تعالى بسرعة إعادة النظر في وضعه الحالي، وإعادة النظر في طريق «العُلا - شجوى - المدينة المنورة»، ومن المؤكد أن الهيئة الملكية سوف تعتني بكافة الخدمات الصحية، والتعليمية، والبيئية، والعمرانية، وبكل مجالات التطور الذي تُخطط له الهيئة لخدمة ورفاهية المواطن، ولعل في ابتعاث المئات من أبناء وبنات العُلا إلى أمريكا، وإنجلترا، وفرنسا، وأستراليا ما يدل على عمق النظرة الشمولية الطموحة لكي يعُود أبناء وبنات العُلا من تلك البعثات مزودين بنور العلم والمساهمة المباشرة في تحقيق الرؤية العظيمة والطموحة لخدمة «العُلا الملكية» وأبنائها بالصورة التى يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.

حفظك الله أيها الوطن العظيم الغالي على قلوبنا.. ودام عزك يا وطن.