-A +A
ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (بروكسل، بكين) OKAZ_online@
أعطت عمليات تخفيف تدابير الإغلاق والعزل المنزلي التي بدأت في أرجاء واسعة من العالم انطباعاً خاطئاً بأن جائحة فايروس كورونا الجديد، التي أعيت أكثر من 6.1 مليون نسمة حول العالم، أضحت تحت السيطرة. وهو انطباع خاطئ لأنه لا يوجد حتى اليوم دواء ناجع لمرض كوفيد-19، ولا لقاح مأمون لتلافي الإصابة. وما فتئ الأطباء والعلماء يعلنون خلاصات متضاربة بشأن الأدوية الموجودة أصلاً التي تمكن إعادة توظيفها لتعالج كوفيد-19. حتى أن كثيرين يشعرون بأن هذه المقاربات العلمية والطبية لا تعدو أن تكون «خبط عشواء». وكلما أفل نجم أحد العقاقير المرشحة، التمع نجم دواء آخر لم يخطر على بال أحد أنه يمكن أن يمثل حلاً سحرياً للنازلة التي أعجزت العلماء والسياسيين.. والعامة بالطبع.

انضم إلى قائمة الترشيحات أمس (الأحد) الدواء الذي يوصف لمعالجة القلق زاناكس. فقد كشفت دراسة قام بها علماء في برشلونة أن بمستطاع هذا العقار إعاقة فايروس كورونا الجديد عن القيام بمهمته التدميرية. وقال العلماء في عدد من جامعات برشلونة إنهم حددوا سبعة عقاقير يمكن لكل منها أن يمنع الفايروس من استنساخ نفسه داخل خلايا الإنسان.. وفي الصدارة جاء دواء زاناكس. وتلاه كابروفين، وسيليكوكسيب لمعالجة الالتهابات. لكن العلماء الإسبان قالوا إن المسألة تتطلب مزيداً من الدرس قبل إمكان وصف أي من هذه العقاقير لمداواة كوفيد-19. وكشفوا أنهم بحثوا في 6466 دواء مرخصاً للاستخدام، بحسب مجلة «نوريدج» العلمية. وذكروا أن تجاربهم المخبرية اقتصرت على زاناكس، وكاربوفين، وسيليكوكسيب. وحذروا من أنه لا توجد حتى الآن أدلة تثبت أن زاناكس يمكن أن يؤدي لتحسين حالة المصاب بكوفيد-19، أو أنه يمكن أن يمنع استفحال أعراض المرض.


وفي بروكسل، قال مصدر في الوكالة الأوروبية للأدوية، الذراع الصحية للاتحاد الأوروبي، لـ «عكاظ» أمس الأول إن ثمة حاجة لدراسات معمقة بشأن إمكان استخدام دواء الملاريا المعروف هايدروكسيكلوركين في معالجة كوفيد-19. وكانت فرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا أعلنت الأسبوع الماضي وقف تجارب سريرية بهذا الشأن، استجابة لقرار مماثل أصدرته منظمة الصحة العالمية الإثنين الماضي، في أعقاب نشر دراسة علمية حذرت من أن هذا الدواء يسبب مشكلات في القلب، قد تزيد احتمالات وفاة المريض. وذكرت الوكالة الأوروبية أنه ينبغي استخدام هايدروكسيكلوركلين، أو عقار كلوركين، فقط في تجارب سريرية عشوائية، تخضع لمراقبة دقيقة من الأطباء. وعلى صعيد مساعي ابتكار لقاح يضع حداً لتفشي الوباء، قال الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا باسكال سوريو أول أمس إنه يعتقد أنه ستكون هناك لقاحات عدة ضد كوفيد-19 خلال هذه السنة. وشدد على أن اللقاح سيكون بمتناول البريطانيين في سبتمبر 2020. وأشار سوريو، الذي يقود شركة الأدوية البريطانية العملاقة أسترازينيكا، إلى إن لقاح AZD1222، الذي توصل إليه علماء جامعة أكسفورد، سيكون متاحاً للبريطانيين بحلول سبتمبر القادم.

وفي سياق متصل، أعلن علماء جامعة كامبريدج أنهم بدأوا تنفيذ خطط لإنتاج مليار جرعة من لقاح توصلوا إليه، بحلول منتصف 2021. وذكرت شركة غلاكسوسميثكلاين، التي يوجد مقرها بضاحية برنت فورد (غرب لندن)، وكذلك شركة جونسون آند جونسون الأمريكية، وفايزر الأمريكية أن كلاً منها تعكف على تجهيز لقاح قريباً. وتجدر الإشارة إلى أن السباق الشرس على تصنيع لقاح شمل أيضاً إعلانات مماثلة من شركتي ميرك ونوفارتيس الأمريكيتين، لتنضما بذلك إلى منافستيهما في الولايات المتحدة موديرنا وإنوفيو. غير أن الخبراء والعلماء غير مقتنعين بإمكان إيجاد لقاح مأمون وفعال خلال الأشهر الباقية من هذه السنة. وفي ولاية ماريلاند، قالت شركة نوفافاكس إن نتائج تجارب سريرية تجريها على لقاح توصل إليه علماؤها ستصدر في يوليو القادم.

وفي بكين، ذكر موقع حكومي على تطبيق «وي شات» للتواصل الاجتماعي أن لقاحاً طوره معهد المنتجات الحيوية والمجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية سيكون متاحاً بحلول نهاية 2020. وأضاف أنه تم تعقيم خطوط الإنتاج، وبدأ العمل في إنتاج 100-120 مليون جرعة (السبت). وبحسب المعلن، فإن شركات صينية تقوم بتجارب سريرية على 5 لقاحات. ولا يعرف إن كان وصول فريق علمي صيني إلى السودان نهاية الأسبوع الماضي، على متن طائرة خاصة، يستهدف الحصول على إذن لتجربة اللقاح على مواطنين سودانيين.