-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
التسلسل الجينومي لسلالتين من بكتيريا البحر الأحمر يفتح الباب أمام استخدامات واسعة في الصناعة خصوصا المضادات الحيويّة الجديدة والمواد المكافحة للسرطان، وكشفت تحليلات سلالتين من بكتيريا البحر الأحمر غناهما بعناقيد جينيّة قادرة على تنشيط تخليق مجموعةٍ كبيرة من المُركَّبات المفيدة على النطاق الصناعي، بدءاً من المضادات الحيويّة الجديدة والمواد المكافحة للسرطان والأصباغ، وحتى المركَّبات المفيدة في حماية المحاصيل وصناعة الأغذية.

إن البكتيريا مورد غني بالمركَّبات الكيميائيّة النشطة حيوياً، وتقول محجوبة إيسّاك، الباحثة بمركز العلوم الحيوية الحاسوبيّة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، إنه كان من المتوقع أن تنتج السلالات البكتيريّة القادرة على احتمال المعيشة في مياه البحر الأحمر الدافئة عالية الملوحة، إنزيمات قوية ملائمة للاستخدامات الصناعية.


وضع الفريق البحثي التسلسل الجينومي لنوعين من البكتيريا العصويّة (Bacillus)، وهما Bac٤٨ المستخلصة من طين المانجروف، وBac٨٤ المستخلصة من بساط ميكروبي في البحيرة الشاطئيّة لميناء رابغ على الساحل الغربيّ للمملكة العربيّة السعوديّة. ثم أُجريت مقارنة بين جينومات هذين النوعين وجينومات موثَّقة لسلالات أخرى وكانت النتيجة أن حملت سلالات بكتيريا البحر الأحمر عددًا أكبر من العناقيد الجينيّة المرتبطة بتخليق المركَّبات النشطة حيويًا، مقارنةً بسلالات البكتيريا العصويّة الأخرى.

تقول غفران عثوم، خبيرة العلوم الحيويّة الحاسوبيّة والباحثة الأولى في الدراسة: «نتائج الدراسة أكدت الفرضية القائلة إن البحر الأحمر بيئة فريدة، من حيث ما تحتويه من كائنات حية أحادية الخلية، وجديرة بالاستكشاف بحثًا عن ميكروبات فعّالة، يمكن استخدامها كعائل مضيف في بحوث التقنية الحيويّة. كما أن نهجنا الاستكشافيّ الحاسوبيّ كشف نقاط قوّة وسائل النمذجة الحاسوبيّة في التطبيقات التي تستلزم تصنيف الأنظمة الحيويّة لاستخدامات التكنولوجيا الحيويّة». ومن المتوقع أن تركِّز الأبحاث المستقبليّة على معرفة المركَّبات النشطة حيوياً التي تنتجها سلالتا البكتيريا Bac48 وBac84 في البحر الأحمر.