الزميل إبراهيم علوي خلال استعراض بعض المنتجات التي صنعها النزلاء في سجن الحائر.
الزميل إبراهيم علوي خلال استعراض بعض المنتجات التي صنعها النزلاء في سجن الحائر.




فن المنحوتات والصناعات اليدوية لدى نزلاء سجون المباحث العامة.
فن المنحوتات والصناعات اليدوية لدى نزلاء سجون المباحث العامة.




عدد من الحضور وأسر نزلاء سجن الحائر.
عدد من الحضور وأسر نزلاء سجن الحائر.




النزيلة أسماء.
النزيلة أسماء.




النزيل مجاهد الروقي.
النزيل مجاهد الروقي.
-A +A
إبراهيم العلوي (جدة) i_waleeed22@
برامج مكثفة لاحتواء أبناء الوطن في أحد أضخم عمليات التأهيل داخل السجون، جهود جبارة تبذلها رئاسة أمن الدولة لإصلاح الفرد، فحولت سجون المباحث العامة الـ 5، إلى فرصة لاستثمار حقيقي لمواهب ومهارات النزلاء في تقديم منتجات يتم تصديرها، واحتراف مهنة تمكنهم من خوض الحياة، متسلحين بحرفة تعلموها خلال مشاركتهم في برنامج إدارة الوقت.

شهد سجن الحائر فتح أبوابه خلال الأيام الماضية محتفلاً بالمهرجان الثالث بـ«إدارة الوقت»، بحضور«عكاظ»، حيث عكس البرنامج واقع حياة النزلاء الذين عمل البرنامج على تطوير حياتهم وإخراج مواهبهم المختلفة، ورعاية اهتماماتهم لتحقيق معنى الإصلاحيات ذات القيمة في إعادة تهيئتهم للتعامل مع الحياة بطريقة تعزز إنتاجيتهم، وتحويل عدد من أصحاب القضايا الأمنية إلى عناصر فاعلة ومبدعة.


ودشنت رئاسة أمن الدولة السعودية، المهرجان الثالث لأجنحة برامج إدارة الوقت بسجون المباحث العامة بالرياض في سجن الحائر لمدة أربعة أيام.

«عكاظ» رصدت العمل الاحترافي لإدارة المهرجان بطريقة عرض وتقديم أبدع فيه النزلاء، بإشراف مباشر ورعاية من شركة بور، التي يديرها ويعمل بها النزلاء في استثمار حقيقي لأوقات فراغهم مما يعود عليهم بفوائد كبيرة وجعلهم يداً عاملة ماهرة وتطوير قدراتهم من خلال استغلال وقتهم وإدارته.

برنامج متكامل من العروض

فعاليات برنامج إدارة الوقت نجحت في إبراز مواهب النزلاء فظهر الرسام و الفنان والمؤلف و المبدع، فتحول مسرح السجن إلى برنامج متكامل من العروض والفقرات، والبرامج المسرحية، والكوميدية والقصائد الشعرية والفنون الموسيقية، والتي قدمت جميعها من نزلاء برنامج إدارة الوقت، فيما احتضنت صالات المعرض عشرات الرسومات والصور التي أعدها النزلاء، وفي زوايا أخرى ظهرت الأعمال اليدوية الحرفية من صناعة السبح و مراكن الزراعة ومواقد الفحم والتدفئة، والتحف والإشكال الجمالية.

متابعة الحالة ودورات تخصصية

تضمن حفل الافتتاح عرض رسومات النزلاء في الفن التشكيلي والمشغولات اليدوية الخاصة بالنزلاء والنزيلات، كما شهدت عرض أفلام و مسرحيات فنية و عروض موسيقية و كوميدية، وقصائد شعرية.

و تميز برنامج إدارة الوقت بالوقوف على حالة كل نزيل -كل على حدة- ومتابعة حالته الدراسية والاهتمام بالتحاقه بالدورات والبرامج التخصصية كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، كما يهتم بالجانب الرياضي للنزيل، وإشباع رغبات عشاق الزراعة بتوفير كافة احتياجاتهم، كما يشمل بعض الأعمال الحرفية كالنجارة.

يسارع للالتحاق بالبرنامج

صنع برنامج إدارة الوقت التحول في حياة أحد النزلاء خلال تواجده خارج السعودية، فكان سببًا في سرعة عودته للوطن والانخراط في البرنامج.

بتلك الكلمات تحدث أحد نزلاء سجن الحائر، مشيرًا إلى أنه خرج إلى مواطن الصراع في الخارج فشاهد عن كثب المزاعم و الأكاذيب التي ينسجها أصحاب البهتان والكذب؛ لاستدراج شباب الوطن وجعلهم وقودًا وحطبا لحروب لا ناقة لهم بها ولا جمل فتملّكه اليأس وأصبح يبحث عن مخرج لما ورط نفسه به.

وقال: «خلال ذلك شاهدت على قناة اليوتيوب تقريرًا عن أجنحة برنامج إدارة الوقت في أحد سجون المباحث في السعودية، وشاهدت ما يقدمه من عمل و فعاليات وبرامج متنوعة، والحياة التي يعيشها النزلاء، إذ قررت العودة إلى الوطن، وبادرت بالتنسيق مع رئاسة أمن الدولة، وقاموا بتسهيل وتيسير عودتي إلى السعودية، وأموري هنا من حسن إلى أحسن، وأعيش في بيئة متنوعة، وشاغلة لجميع أوقاتنا وساعات يومنا خلال قضاء محكومياتنا».

نزيل أسماء: البرنامج طور مهارتنا

أكدت النزيلة أسماء على أن برنامج إدارة الوقت أسهم في تطوير قدرات و مهارات النزيلات خلال قضائهن لمحكومياتهن، كما مكنهن من اكتساب المهارات والمعارف والتي ستسهم في تغيير حياتهن.

وبينت أن مشاركة النزيلات في حفل برنامج إدارة الوقت كانت من جميع سجونها الخمسة، من خلال الرسم والخياطة والمشغولات اليدوية التي تم صناعتها من النزيلات وقد وفرت إدارات السجون كل ما نحتاجه من أدوات.

لو كانت «2030» موجودة منذ 17 عاماً لما دخل السجن

«لو كانت مخرجات 2030 موجودة منذ 17 عاماً لما دخلت السجن، ولكن أتمنى أن أكون أحد مخرجاتها وأحد لبناتها». بتلك الكلمات تحدث النزيل عبدالعزيز البواردي، وهو أحد المستفيدين من برنامج إدارة الوقت في سجن.

مبينا أن وظيفته داخل البرنامج هي مساعدة الرئيس التنفيذي لشؤون البرامج بشركة بور (الراعي الرسمي للمهرجان)، داخل برنامج إدارة الوقت، ويشارك في البرنامج حاليًا بكتابه الجديد ( من وحي الذات)، وهو الكتاب الثالث له خلال فترة سجنه.

وأضاف البواردي: «في كتابي هذا ناقشت أبرز المآلات والمراجعات الفكرية من خلال منظوري الشخصي كنزيل موقوف على خلفية قضايا أمنية، فكل القراءات النقدية للمفكرين لا تعطي نفس القراءة والشعور التي يعطيها صاحب التجربة الحقيقية، وهو ما عايشته ونقلته من واقع وجودي 17 عاماً داخل السجن وقد عاصرت تيارات كثيرة أبرزتها، لأضع خلاصة تلك التجربة في هذا الكتاب».

وأوضح أن برنامج إدارة الوقت منحهم المساحة والفرصة التي جعلتهم يعيدون مفهومهم لذواتهم وتقييمهم للحياة. وأفاد بقوله: «كثير من الأمور التي شاهدناها في السابق كانت تعبوية، أما اليوم فأنا أتخذ القرار وأنا المسؤول عن اتخاذه، وإدارة الوقت قامت على هذا الأساس».

الروقي:احترفت «العطور» في السجن

النزيل بجاد متعب الروقي قال: «أخطأت في مساري، و الآن أنا نزيل في سجن الحائر أقضي محكوميتي لمًا اقترفته من عمل، و سأخرج وقد أصبحت فردًا منتجا خضع للنصح والإرشاد، كما حصلت على مهنة وحرفة بعد أن احترفت صناعة العطور»

وأضاف الروقي، أشارك اليوم في ركن العطور بعرض منتجاتنا من العطور بتركيبة خاصة تم صناعتها داخل السجن، وبها تنافس بجودة عالية و أسعار رخيصة، وبإذن الله تعالى عند إطلاق سراحنا سأقوم بفتح مشروعي الخاص بعد أن حصلت على كل تدريب ومعرفة في هذا المجال من داخل السجن.

و عن اختياره لمهنة صناعة العطور و تركيبها، أشار إلى أنه شاهد كافة البرامج التي التحق بها النزلاء، ولم يكن من ضمنها مجال العطور، مشيرا إلى أنه اختار هذا المجال لبيعه على النزلاء، و من خلال المعارض والمتجر الخارجي للسجن، والآن أمضى 3 سنوات في المهنة وقد توفر له مدخول مالي و اكتفاء ذاتي.

وبين النزيل الروقي أن إدارة السجن توفر ما يحتاجه في مجال صناعة العطور من تركيبات وعبوات.