ضوئية لتقرير «عكاظ» السابق الذي توقع مواصلة الليرة انخفاضها لمستويات قياسية.
ضوئية لتقرير «عكاظ» السابق الذي توقع مواصلة الليرة انخفاضها لمستويات قياسية.
-A +A
طاهر الحصري (القاهرة) taher_ibrahim0@
لم تفلح تبريراته ولا مزاعمه عن الحرب الاقتصادية التي يخوضها بالوكالة عن بلاده في منع كرة اللهب من التدحرج لتأكل الأخضر واليابس، ولم تنجح أوصافه التي لطالما أطلقها عن «مثلث الشيطان» في كبح الفائدة وأسعار الصرف والتضخم، إذ إن الاقتصاد لا يعرف إلا لغة الأرقام وليس العاطفة وأحلام الغزو والهيمنة.

منذ ما يربو على الأعوام الثلاثة، استجلت «عكاظ» المستقبل، عبر سلسلة متتالية من التحقيقات الصحفية الموسعة، تنذر بسقوط الليرة التركية إلى الهاوية؛ بسبب تدخل الرئيس التركي رجب أردوغان في السياسات المالية للبلاد، ما أدى لدخولها في أزمات اقتصادية متلاحقة، مع زيادة التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة والخلاف مع فرنسا والنزاع بين تركيا واليونان والمعارك في ناجورنو قرة باغ.


واليوم، صدقت كل النبوءات والتوقعات بهبوط الليرة مع تسجيلها أدنى مستوى قياسي لها تجاوز 17 مقابل الدولار، بعد مخاوف من حدوث دوامة تضخم، لتفقد الليرة نحو 55% من قيمتها هذا العام، منها 37% في آخر 30 يوما.

وهوت الليرة التركية، أمس (الإثنين)، إلى قاع غير مسبوق عند أكثر من 17.5 مقابل الدولار.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الذي يصف نفسه بأنه عدو للفائدة - خلال لقاء مع شبان أفارقة، أنه خفض التضخم في بلاده إلى نحو 4% من قبل، وإنه سيفعل ذلك مرة أخرى عما قريب، بينما بلغ معدل التضخم السنوي 21%، بسبب مسعى تبناه الرئيس لخفض كبير في أسعار الفائدة.

وأضاف أردوغان: «عاجلا أم آجلا، فمثلما خفضنا التضخم إلى 4%، عندما وصلت إلى السلطة، سنخفضه مرة أخرى، وسنجعله ينخفض ​​مرة أخرى، لن أسمح لأسعار الفائدة بسحق المواطنين».

يذكر أن التضخم في تركيا انخفض إلى نحو 4% في عام 2011، قبل أن يبدأ في الارتفاع تدريجيا من عام 2017. وقفز 3.5% في نوفمبر الماضي إلى 21.3% سنويا.