-A +A
محمد أبو شرارة
أَخصرُها الأَهيَفُ

أَمْ خَيزُرَانْ


أَمْ صاغَها التّولِيبُ

والأُقحوَانْ؟!

وَشْوَشَ آذَارُ لَـهَا مَرَّةً

فَأَورَقَ اللَّوْزِيُّ

والأُرجُوَانْ

يَتبَعُهَا سِربُ سُنُونُو

إِذَا مرَّت

ويَجرِي إِثرَهَا مَوسِمَانْ

هَل قَمَرٌ ذابَ بِمِرآتِها

أَمْ مُلِئتْ بالضَّوءِ

قَارُورَتَانْ

أُنثى

تَقُومُ الشَّمسُ في مَائِهَا

كمَا يَقُومُ الضَّوءُ في الكَهْرَمَانْ

فِي شَهْقَةِ الفُستَانِ

جُورِيَّةٌ يَتبَعها فِي المُنحَنَى

بَيْلَسَانْ

ضَوْءٌ ولا شَمعَ

وعِطرٌ ولا وردَ

ومُوسِيقَى ولا دَانَ دَانْ

تُوَقِّعُ الخَطوَ

فـ (سُونَاتَةٌ) تَعزِفُها

ليسَتْ على بَالِ (يَانْ)

لا تَنحَنِي

إلا كمَا يَنحَنِي

إذا التَقَى فِي لَهْفَةٍ عَاشِقَانْ

كأَنَّما

روحٌ سَمَاوِيَّةٌ

عَمَّدَهَا في الأَزرَقِ المعمَدَانْ

أَذوبُ كالصُّوفِيِّ في وَجدِهَا

حتَّى تَجلَّتْ

مثلَ بَدرِ الزَّمَانْ

قدَّتْ قمِيصَ التُّوتِ ما بَينَنَا

وقَلبُها

يحرُسُهُ الزَّعفَرانْ

تقولُ لي مَنْ أَنتَ؟

وَهْيَ التِي

تَصُبُّ زَيتَ النَّارِ للمُوبِذَانْ

تقولُ هل أَنتَ..؟

ومَا غَرَّها أَنّي الذي...!

يا روعةَ العُنفُوَانْ

شكّلتُ مُوسِيقَايَ مِن بَحرِهَا

تَضحكُ عَينَاهَا

فتَهمِي أَغَانْ

أُغنِيَةٌ للبَحرِ

أَمْ نسمةٌ تَمرُّ بالشّرفَةِ

في اللّامَكانْ؟

لو أَنَّ فيروزَ تُغنِّي لَهَا

ضاقَ بِها «الدُّوبيتُ»

و«الْكَانَ كَانْ».