•• أي معنى للحياة نبحث عنه عندما نريد إجابة لأي استفهام يحيرنا.. وحين تتحقق المعجزة بالعثور على معنى «المعنى» لسؤال فقدنا أمل الإجابة عنه، تعانقنا دموع الفرح السائلة من أعيننا لا إرادياً.. إنه الحوار الصامت بدواخلنا، الذي منح لنا البريق بين ضوء التَّمني وضياء التَّرقب.. وعند الدعاء والرجاء والتوسل إلى الخالق تعالى تأتينا بركة السماء بومضة حياة تتخلل أحاسيسنا ومشاعرنا.
•• فمن قال إن الحياة موت إكلينيكي دنيوي؟!.. فمن خَدَش الحياة انقضت، ومن غاب عن الإنتاج فيها أدبرت.. وفي حضرة الحياة تأملات قلبية تشفي من القنوط، وتشقي من يُبدِّل التمني والآمال باليأس.. ولو كان بوسع أحد أن يُسْدى إلينا شيئاً واحداً فليمنحنا فرصة خصومة المعتدين على بهجة الحياة ورونقها.. أما محبو الحياة فهم الذين يغذونها بإيجابية، ويتغلغلون فيها بأكثر من حياة.
•• وما أبهى الحياة حين نستيقظ صباحاً على عالم واسع من الأمل والتأمل.. ما أجمل الحياة حين نتقافز لنمنح أنفسنا والآخرين الحب، نتقاسم معهم الأفراح والأحزان فتسطع شمس الإنسانية.. ذلك القُرب بيننا يعود على ذواتنا اليقينية بالروعة، فإذا جاءنا التعب نئن صبراً واحتساباً من أي عتمة مشروخة.. نحن بحاجة إلى طقس حب إنساني يمنحنا معلقة عسل صافٍ يبعثر كياننا ويدغدغ قلوبنا.
•• إذن؛ فالحياة قلَّ أن تخلو من هم أو أي من فروعه.. كلنا جففنا ثيابنا تحت شمس واحدة لمداواة جروح لم نُفصِح عنها.. كلنا أكثر تفهماً لظروف حياتنا وآلامنا، نملأ الدنيا ضحكاً وابتساماً إذا فتحت السعادة لنا ذراعيها، ونختزن أسى ودموعاً إذا تكالبت علينا ضغوط الحياة.. ولأن الصراع بين الهموم والارتياح لا يطُول، فإن علينا الوقوف مع أوجاعنا بين حدي التخفي والإفصاح.


