هناك رجال بحجم أمة، معادن ثمينة متفانية لخدمة الإنسانية، لا يلهيهم أي أمر في الحياة عن أداء واجبهم الإنساني.. من هؤلاء: الدكتور سعد الملحم (استشاري جراحة الأطفال، ورئيس الفريق الطبي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)، طبيب برتبة إنسان، في حِراك دائم لإيمانه أن الطب رسالة عظيمة، مجسِّداً إنسانية مملكة الإنسانية.. يعيش بجهوده الطبية والتطوعية «ماراثون» إنساني متواصل.. يملك سجلاً زاخراً بالعطاء، خصوصاً مشاركاته في عمليات فصل التوائم بفريق الدكتور عبدالله الربيعة.. راحته من راحة مرضاه، وسعادته في شفائهم؛ يطبِّب، يتفقد، ويطمئن.

قبل فترة؛ رسم البسمة وأعاد الأمل إلى 14 طفلاً سورياً بإجرائه لهم عمليات جراحية متواصلة امتدت منذ الصباح حتى منتصف الليل.. بعد إجرائه تلك العمليات ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصورة له وهو يغفو في استراحة محارب على أريكة أحد زوايا المستشفى.. هدَّه التعب فاتكأ على الحائط مرتدياً لباس العمليات.. صورة تمثل لوحة ناطقة بالإخلاص.. صورة جمعت الرحمة، التعب، الإيثار، والإنسانية.

اُغفُ قرير العين هانيها أيها الطبيب الإنسان، وبما تجود به من تخفيفك لمعاناة الطفولة، فغفوتك لم تكن إلا استراحة قصيرة لتستعد بعدها لجراحة حساسة لطفلة تعاني ورماً خبيثاً.