-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• «التقوى» في معناه الاصطلاحي: فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه.. وله ما يزيد على عشرة تعريفات، أفضلها ما جاء في مصنف ابن أبي شيبة فيما قاله التابعي الجليل طلق بن حبيب: ترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله.. أما معناه اللغوي: الوقاية؛ أي حفظ الشيء عما يؤذيه، ومنه قول الله تعالى (ووقاهم عذاب الجحيم).

•• لذلك؛ فإن «التقوى» من ثمرة صوم رمضان وفيه حكمة بالغة من تشريعه ومقصده.. فإذا كان الصيام من العبادات التي تولِّد «التقوى» في القلوب (كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)؛ فإن الممتنع عن الطعام والشراب والنكاح في نهار رمضان تنشأ في قلبه «التقوى» خوفاً من الله.. وبهذا؛ فإن من لم يحصل على «التقوى» لن ينال مقصود «الصوم».


•• إذن؛ ما هو الطريق الموصل لأعلى درجات «التقوى» في رمضان؟، وكيف يثمر الصوم التقوى؟.. الإجابة باختصار: عن طريق العبادات؛ بالإتيان بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه رجاء ثوابه.. وعبادة صيام رمضان تحقق هذا المفهوم الرباني، تقرباً إليه تعالى في شهر كريم تُفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفَّد الشياطين.. والخوف والرجاء وسيلتان مهمتان لتحقيق درجة عليا من الصيام وصولاً للتقوى.

•• وثمة أمور تحقِّق ثمرة «التقوى» من الصوم؛ سأكتفى بسبعة: إثارة عزائمنا للقيام بهذه الفريضة العظيمة.. الشكر لله حين نمتنع عن المباحات، فنشعر بأهميتها في حياتنا.. تزكية قلوبنا النقية وطهارتها من رذائل الصفات.. سمو أنفسنا الزكية عن الدنس والأحقاد والضغائن.. استدعاء الإحساس المرهف في دواخلنا بالجهد والبذل والعطاء.. وضبط إرادتنا بالصبر خشية من الله.. فضلاً عن تخليص أجسادنا من الرواسب الضارة.