-A +A
محمد السنان mhalsinan@
سؤال أستهل به مقالتي: هل المواطن على إدراك بالتحول الصحي الوطني الذي بدأت رحلته وزارة الصحة منذ قرابة ستة أعوام؟.

خطر على ذهني هذا الاستفهام حين فوجئت بأستاذ جامعي بكلية صحية أثناء لقائي به بالمصادفة لا يعرف شيئاً عن «شركة صحة القابضة»، وهي الشركة السعودية الحكومية التي تأسست بقرار مجلس الوزراء في 2 يونيو 2022، وتهدف إلى تعزيز جودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن.


إذا كان هذا رجلاً أكاديمياً وفي تخصص صحي مرتبط بالمنظومة الصحية لا يدرك ما يحدث من تحول صحي، فهل هو قصور منه أم أنها الصورة السائدة في المجتمع؟

تعمدت ذكر بعض المسميات في عدة مجالس ومجموعات «واتساب» غير صحية (شركة صحة القابضة، التجمعات الصحية، المركز الوطني للتأمين الصحي)، فوجدت أن الأغلبية لا تدري عنها، فأيقنت أن هناك فئات كثيرة لا تعي ما الذي يحدث وليس لديها معلومات كافية عن ذلك.

قد يعترض بعض قادة التحول الوطني للخدمات الصحية وقيادات الصحة بأنهم أدوا دورهم التعريفي بالمنشورات والنشرات والحملات والمحاضرات والدورات التعريفية، ولكن هل هذا كافٍ لإيصال الصورة؟

إن قلت لشخص «اشرب الماء» أو «اشرب السائل الذي يتألف من ذرة أكسجين ترتبط بها ذرتا هيدروجين برابطة تساهمية»، كلاهما تؤديان لنفس المعلومة، ولكن هناك جملة سيفهمها الكل، وجملة لن يفهمها إلا مختص أو مطلع، ولعل ما تم من توعية بالتحول الصحي هو على نهج الجملة الثانية فلم يصل للكثير.

لكي ينجح التحول الصحي الوطني والمنظومات التي تعيش الآن مرحلة التحول وتقود تحول الخدمات الصحية، لا بد أن تبدأ في إشراك الجميع بالطريقة الصحيحة وبشكل واضح، ويجب التحدث بلغة تصل لجميع أصحاب المصلحة، والمجتمع المستفيد من الخدمات الصحية من أولى وأهم أصحاب المصلحة بالنسبة للنظام الصحي، فإشراكه في فهم التحول يساعد في تعاونه وتفهمه للنظام الصحي وكيفية التعامل معه والاستفادة منه بالطريقة الصحيحة، فاجعلوا الحديث عن التحول الصحي بسهولة شرب الماء.