-A +A
محمد السنان mhalsinan@
مع تزايد أعداد حالات الإصابة بفايروس «كوفيد 19» وتجاوز حاجز الألف حالة يومياً، صار لابد من إجراءات احترازية ودفاعية ضد انتشار الفايروس، ولذلك نناقش هل الإجراءات الاحترازية التي تمت بداية الجائحة مهمة أو ستكون ذات أثر كبير الآن؟

إذا ما نظرنا لإجراءات مثل منع السفر الدولي، فقد كان ولا زال خيارا مناسبا لتقليل انتشار الحالات والمتحورات بين الدول، وإغلاق الحدود أمام دول قد لا تكون أنظمتها الصحية بقوة نظام المملكة، ولم تتخذ نفس المستوى من الإجراءات الاحترازية التي ستقلل عدد الحالات وانتشارها، ولذلك هو من القرارات التي من المتوقع صدورها خلال فترة بسيطة مع ارتفاع الحالات والتوقع باستمرار الارتفاع لسرعة انتشار المتحور «أوميكرون» أكثر من سابقيه من الفايروسات، ولكن منع السفر بين مدن المملكة والذي كان خياراً ناجحاً في ذاك الوقت، فهو ليس ذا قيمة كبيرة في هذا الوقت مع انتشار الوعي وزيادة المطعمين، ولن يكون له أثر كبير خصوصاً أن نسب الانتشار في مدن المملكة متقارب إلى حد ما، فلا معنى لمنع السفر بين مناطق ومدن المملكة.


ولو ناقشنا قرار منع الجلوس في المطاعم والمقاهي فقد كان ولا يزال قراراً حكيماً وله أثر كبير، ولكن في الوقت الحالي أعتقد بأن التشديد بدخول المطعمين فقط والالتزام بالتباعد وتقليل الأعداد داخل هذه الأماكن المغلقة سيكون كافيا إلى حد ما.

ولو أتينا لأبرز القرارات وأكثرها هاجساً لدى المجتمع، والذي كان له الأثر النفسي الكبير على الجميع، وهو الحظر الجزئي أو الكلي للتجول، فقد كان قراراً مناسباً في بداية الأزمة، أما الآن فأجد أن ضرره أكثر من نفعه، ففي السابق تقليل عدد المعرضين للإصابة عن طريق الحظر كان أفضل إلى أن تم نشر الوعي وتغطية التطعيمات لأكبر عدد ممكن، أما الآن فالتضييق على المجتمع بالخروج في ساعات محددة ربما يكون أكثر نشراً للفايروس وضرراً نفسياً واقتصادياً كبيراً.

المجتمع الآن واع بشكل كبير، وهناك فئة كبيرة التزمت باللقاح، فليس علينا إلا التضييق على من لم يأخذ اللقاح وحظر تجولهم وحدهم إن كان ولابد.