-A +A
يوسف بن عبدالله الوابلي
بالرغم أن «عكاظ» تكبرني بعقود إلا أنني أعتبر نفسي صديقاً لصيقاً لها، لم تنفك عرى الصداقة بيننا منذ أن لامستها لأول مرة، وكثيراً ماكنت أنزوي بها جانباً، تاركاً لها المجال بأن تنثر عليّ من جميل حروفها بما تحمله من أخبار هامة، ومن مقالات عميقة لكتاب كبار أثروا الساحة بفكرهم المستنير.

كانت «عكاظ» الأداة الوحيدة التي تمدني بما يدور في رحى مجتمع المنطقة الغربية قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد كل هذه العقود مازالت «عكاظ» متجددة ومتفوقة في مكانتها الصحفية المتميزة.


وحتى في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي والفوضوية التي تعيش بها تلك الوسائل إلا أنها استطاعت وبكل جدارة الثبات في موقعها متسلحة بالموثوقية وروح التجديد، بالإضافة إلا أنها نسفت النظرة التشاؤمية تجاه الصحف الورقية مؤكدة بذلك أن البقاء للأصلح، وقد تفوقت على قريناتها بالتطوير والتجديد، عطفاً على أنه لم يغب عنها يوماً من الأيام بأن تبقى معشوقة القراء من كل الأعمار ومن شتى المشارب والاتجاهات.

ويبدو لي أن رسوخ «عكاظ» ككيان صحفي تنويري عتيد عائِدٌ لثقافة التأسيس، إذ وجدت لتبقى وتتجدد وليس فقط لتكون نشرة إعلامية تقليدية، وهذه هي الميزة التي استلهم منها القائمون على «عكاظ» إيمانهم برسالتهم الصحفية السامية، وواجبهم الوطني الرصين.

وكما حرصت «عكاظ» على التجديد لم تغب عنها أهمية تطوير قدرات ومهارات منتسبيها، إذ وقعت ممثلة برئيس التحرير جميل الذيابي عقدًا مع اتحاد الصحفيين البريطاني، والذي يتم بمقتضاه تدريب عدد من صحفيي وصحفيات «عكاظ» في عاصمة الضباب لندن، لتوسيع آفاقهم الصحفية وتطوير قدراتهم المهنية.

فحينما يرصد المراقب ثقافة التأسيس التي قامت عليها «عكاظ»، وعندما يتابع القارئ الخطوات التطويرية التي تقوم بها هذه المؤسسة الصحفية العملاقة تجاه منتسبيها، يجد كل منهما نفسه أمام صرح إعلامي شامخ، دون أن يخالجهم شك في أن هذه الصحيفة وجدت لتبقى منبرًا للتنوير والتحديث، ومنارة للوعي والتثقيف، ولا أخالها ترضى بأقل من هذا الدور الوطني الهام. فهنيئاً لنا بـ«عكاظ»، وهنيئا لـ «عكاظ» برجالها المخلصين.

yalwably@gmail.com