-A +A
أوصاف الفارس AWSAF_ALFARES@
تصلنا أحياناً رسائل مطولة عبر تطبيق «واتساب»، يعتبرها البعض توعوية، ناهيك عن الفيديوهات التي تتجاوز الدقائق العشر هل جميعنا نقرأها؟

أثق تماماً أن من يقرؤونها لا يتجاوزون الواحد بالمئة، الإنسان بطبعه ملول عجول «وكان الإنسانُ عَجُولاً» (الإسراء 11)


في يوم من الأيام وصلتني واحدة من تلك المنشورات المطولة تتضمن نصائح وأدعية فقررت القيام بمزحة حتى أكتشف نسبة عدد الذين يقرؤون تلك الرسائل، وعكست تلك النصائح والأدعية، وقلبت مضمونها، وبعثتها لثلاثة أشخاص منهم من أرسل لي تلك الرسالة، والمفاجأة أنهم ردوا جميعاً بآمين.

انتشار مثل هذه الرسائل والترويج لها كما نلاحظ عند بعض الفئات، هو ضعف الانتباه إلى مضامينها، حيث إن كل ما يرد إليه يعيد إرساله حتى دون قراءته أحياناً أو دون وعي بخطورة معطياته.

ومن ناحية أخرى يتبادلون رسائل غريبة عندما أقرأها أضحك وأقول هل من المعقول أن يصدقها أحد، مثلاً أيضا دعاء طويل وفي نهايته أرسلها لعشرة أشخاص وستتحقق أمنيتك اليوم، أو أنشرها في 5 «قروبات» وإن لم تفعل تأكد أن الشيطان منعك، أو الزعم بأن شخصاً أرسلها وشفي ابنه من مرضه.. شخص أهملها ولم يرسلها وبعد ثلاثة أيام مات.. وتتخذ هذه المنشورات أشكالاً متنوعة، منها رسائل قصيرة أو نصوص أو صور أو مقاطع.

إن إنشاء وتداول مثل هذه الرسائل والتفاعل معها وإعادة إرسالها بشكل ملفت يطرح أسئلة كثيرة ويثير الدهشة والاستغراب والتعجب هل نحن بهذه الدرجة من السذاجة والسطحية والغباء..؟

إن التعاطي مع المعلومة كيفما كان نوعها بمثل هذه الأساليب يعكس جهلاً وغياباً لاستعمال العقل من قبل البعض، ففي الكثير من الأحيان يكون المرسل أو الناشر يهدف إلى خدمة الدين بشكل عام، لكنه في الحقيقة يسيء إليه من غير قصد فالإسلام لا يدعو الناس بتخويفهم، الإسلام دين يسر؛ لذا اتقوا الله فيما تنشرون وتتداولون.