-A +A
رنا منير القاضي
اختلفت الآراء حول مفهوم جاذبية المرأة عبر الزمن؛ ففي الزمن القديم كانت البدينة علامة السعة والرخاء، والنحيفة علامة الحاجة والفقر، ثم أتت مرحلة غزو الأفلام المصرية للشاشات العربية، وأصبحت صور الممثلات فيها هي النموذج الأكمل، ثم بدأت مرحلة الاستيراد الغربي فأصبحت باربي الأمريكية رمز الجاذبية العالمية.

كان يُنظر إلى النوادي الرياضية في العقود الماضية بأنها مكان يخص البدينات أو المكان الذي تجتهد فيه النفساء؛ لمحاولة استرجاع وزنها بعد الولادة. وبعد عقود من الزمن تغيرت العجلة؛ لتصبح النوادي نماذج للحياة الصحية.


نعيش اليوم مرحلة انتقالية جديدة للتغيير من نمط الحياة الروتينية قليلة الحركة إلى عالم الصحة الديناميكية، فبعد أن كان البعض يعتقد أن الجسد مجرد شكل جذاب، أصبح علامة للصحة واللياقة البدنية.

فما الدور الفعلي للهيئة العامة للرياضة وفي زخم التغييرات الجذرية؛ لتصبح الرياضة البدنية عادة صحية، فاعتلال المفاصل وآلام الركب، والسمنة وأمراض ضغط الدم والقلب، نتائج أثرت على الفئة الكبرى من المجتمع، والتي من أهم أسبابها عدم الحركة.

إن علو أسعار النوادي الرياضية وخاصة النسائية، يجعل اللياقة عائقا في تغيير نمط الحياة والحفاظ على الصحة في عدم وجود الأماكن العامة للرياضة، فمفهوم الرياضة الحقيقي ليس مكانا للترفيه فقط وإنما أهمية واحتياج صحي من الدرجة الأولى.

فما الدور الفعلي من الهيئة العامة للرياضة لدعم نهضة التغيير الرياضي في مجتمعاتنا، أم سيظل تركيز أنشطتها على الأندية واللجان الرياضية وتناوب الرؤساء على الأندية، واستقطاب اللاعبين من الخارج والمسابقات الدولية!

هل ستظل مقولة العقل السليم في الجسم السليم حكمة إنشائية أم نهضة تغيير لجودة الحياة من قبل الجهات المعنية؟

* كاتبة سعودية

alkadirana@