-A +A
مها الشهري
بعد انقطاع دام قرابة الستين عاما، صدر القرار بالتعاون بين وزارتي التعليم والثقافة بإعادة الفنون وتعليم الموسيقى والمسرح وإدخالها ضمن النشاط المدرسي، وكأنها تفتح بابا واسعا أمام الكثير من الاحتمالات والخيارات التي تعيد الحيوية إلى البيئة المدرسية وتغذي مواهب الدارسين وتساهم في خلق نماذج صاعدة ومؤهلة لصناعة المستقبل ضمن منهجية العملية التعليمية ذات الأثر النفسي البالغ في حياة الفرد.

ربما يواجه هذا القرار العديد من التحديات التي تحتاج إلى خطة استراتيجية مدروسة لتفعيلها وتطبيقها بضمان تحقيق نجاح المخرجات، وحتى لا تغرق في سياق الفراغ الذي خلفه منهج التربية الفنية وتحويل حصصها إلى لعب وتسلية ووقت فراغ لحل الواجبات المدرسية، ولم تتحول حتى إلى فنون جميلة كما هو مفترض، لذلك فإن الفنون والموسيقى وتعليم المسرح بحاجة إلى كوادر ذات كفاءة عالية وليس بإسنادها لمعلمين ومعلمات مكلفين في غير اختصاصهم، ذلك لتنمية ثقافتها وأهميتها في حس الطلبة والطالبات حتى لا ينظر إليها كمواد غير مهمة كما هو الحال مع التربية الفنية.


بلا أدنى شك أن الفن والموسيقى والمسرح يتشكل في أهم الجوانب الأساسية لنوع النهضة والتقدم الذي تحرزه المجتمعات، أي أننا بحاجة ماسة إلى أن نجعل الصورة الذهنية لمواهب الإنسان وجودة البيئة المدرسية والأسرية التي تنميها أكثر أهمية باعتبارها المنقذ الذي يواجه عثرات الحياة وفشل التوقعات التي تبقي صاحبها في منطقة الصفر دون أي تطور يذكر، فلا أظن أنه بقي اليوم طموح لدى الدارس بأن يشغل وظيفة مكتبية مكيفة ومرموقة يستخدمها الأهالي كوسيلة ضغط حتى يركز الطلبة على مجال معين يدرسونه، لكنه من المعقول جدا أن يجد في نفسه الميول لأن يكون رساما أو فنانا أو ممثلا أو عازف موسيقى يقابل الجمهور ويصنع لحظاته الخاصة.

الموسيقى والفن والمسرح ليست منهجا يدرس وحسب، إنما هي تربية يجب أن تحظى بأعلى معايير الجودة حتى تحقق أهدافها وترى النور.

* كاتبة سعودية

ALshehri_maha@