-A +A
علي محمد الرابغي
احتل شيخنا الفاضل علي الحذيفي إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة الأخيرة أذهان الكثيرين من محبيه وعارفي فضله.. إذ تعرض إلى أزمة صحية هزت أفئدة محبيه.. وكان في مقدمة من زاره زميله الذي يشاطره تاريخيا في الإمامة للمسجد الحرام ومسجد رسول الله.. أعني شيخنا الدكتور عبدالرحمن السديس.. الذي هب لزيارة شيخنا الحذيفي وكان له الفضل في بعث إشارات الطمأنينة للذين أثرت فيهم تلك الأخبار غير الواضحة وسلامة الشيخ الكبير الحذيفي.

الشيخان علي الحذيفي والسديس أعرق الأئمة في الحرمين:


ولعل اللقطة التصويرية لأحد المعجبين والتي جسد فيها زيارة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسئول عن الحرمين.. والذي برهن بحق على صدق النوايا وتقديره الأمين لأمانة المسئولية في هذا الرحاب المقدس.. والتي كان لها الأثر الطيب في بعث الطمأنينة لرواد الشيخ الحذيفي ومحبيه.

سيرة الشيخ الحذيفي:

هو علي بن عبدالرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.. تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة.. وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.. واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ.. حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها.

عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا.. وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/‏6 /‏ 1399، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ واستمر بها إلى الآن.

سجّل شيخنا في مجمع الملك فهد ثلاثة مصاحف: الأول: برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، والثاني: برواية شعبة عن عاصم، والثالث: برواية قالون عن نافع بسكون الميم وقصر المنفصل.

وبالقراءة المتأنية لسيرة الشيخ الحذيفي تمتلك القناعة والشهادة بتاريخه العريق فى إمامة المسجدين.. ولعل خلفيته وسيرته التعليمية والمهنية فى إمامة الحرمين تشهد له بأنه جدير بالثقة.. وأنه أمضى سنوات طويلة من عمره المديد (إن شاء الله) كإمام لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ الحذيفي ومواقفه الرجولية:

أتذكر قبل سنوات مضت كنت أهم بالدخول إلى بيت الله الحرام وفجأة أوقفني فرد من الحراس إذ لم يسمح لي بالدخول ومعي الشنطة التي في يدي.. سبحان الله لقد قيض الله لي الشيخ علي الحذيفي والذي غمرني وأدهشني بأنه يعرفني وبشفاعته دخلت معه إلى جناح الأئمة في بيت الله الحرام.

وأذكر أنني والأخ الزميل الدكتور صالح بن ناصر كنا نسكن فى أوتيل واحد بالمدينة وكنا نعيش في أجواء الدهشة لمدى شجاعة الشيخ وصراحته المطلقة التي بارك الله فيه وفي خطابه الديني.

أحسب أنني لم أستطع إيفاء شيخنا حقه ولكني وبأسلوب جهد المقل أكتفي بهذا القدر وفي نفسي لوعة لأن أتوسع كثيرا ولكن كما يقال ليس بالإمكان أبدع مما كان.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي