-A +A
عبده خال
ثمة أيام بعينها لا أغادر جدة ويصعب علي فعل ذلك، ومن تلك الأيام: أيام رمضان والأعياد واليوم الوطني.

هذه السنة وجدت نفسي ملبياً لدعوة جامعة جيزان لحضور حفلها باليوم الوطني.


ومفردة جيزان أثارت معارك أبية قديمة، بأن النطق الأصوب كلمة جيزان وليست جازان، وأنا ممن يميل لكلمة جيزان، وهي مدينة قديمة كان لها حضور في التاريخ وقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي.

وقدم المنطقة تاريخ حافل بالأمجاد والبطولات والعلم على جميع المستويات، وكثير ما أجد أمامي سائل يسأل:

- لماذا يحضر الأدب والفنون من جيزان؟

ولكي يؤكد السائل على ملاحظته، يذكر أسماء أدباء وفنانين خرجوا من طينة وروح منطقة جيزان.

ولكي لا يقف ردي على ما يقال، أجدني أوسع الدائرة لأقول أن أبناء منطقة جيزان كالكواكب مضيئة في سماء المملكة وخارجها، فهم في كل علم لهم نبراس، وفي كل حدث لهم السنام.. وهذه ليست مشاعر إقليمية بل حقيقة نستشعرها نحن أبناء المنطقة ويؤكده الواقع، ففي كل مدينة بالمملكة ثمة (نجوم جوازنة) يضيئون الفضاء المتواجدين فيه.

هم (الجوازنة) كما أقول دائماً: حب قمح زرع على وجه البسيطة.

(الجيزاني) مثمر في كل علم أو وظيفة، يخلق الإبداع حتى ولو كان في أدنى عمل يقوم به..

هذه الثمار الناضجة، كنت أسف -في وقت سابق- أن ليس لهم في منطقتهم تواجد لقيادة المرافق المختلفة، وكان العذر أن المدن الكبيرة اختطفت أبناءنا لعدم وجود فرص في هذه المدينة العاشقة التي يعبر عن عشقها أبناؤها غناء وأدباً..

فرحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه واسعة الذي أحيا جيزان باعتذاره العظيم لأبناء المنطقة معترفاً أن الطفرة عبرت جيزان ولم تذق من حلاوتها شيئاً يذكر عبر سنوات طويلة لم تأخذ نصيبها، ومنذ ذلك الاعتذار -الذي لا يصدر إلا من عظيم-، نهضت جيزان فتية حيوية ديناميكية تضج بالحياة المدنية وتستقطب أبناءها من كل فج عميق لكي يسيروا المرافق والخدمات كما تطيب له النفس.

وفي حفل اليوم الوطني بجامعة جيزان حضر الجمال والغناء البهيج.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com