-A +A
مي خالد
في الحروب التقليدية تعطى للالتزامات العسكرية التي عادة ما تتخذها الحكومة بموجب إعلان الحرب أو الاشتباك العسكري أهمية كبرى وقيمة أخلاقية عظمى.

مثل ما نعرفه في تراثنا الإسلامي من نهي عن قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان والرفق بالأسير.. إلى غير ذلك مما تعلمناه وحفظناه. وإن كانت جماعات الجهاد الإسلامي بمختلف مسمياتها لم تتبع النهي بل مارسته بأفظع الأشكال.


ومثل وثيقة مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة. التي تدين الهجمات ضد المنشآت الطبية والموظفين والمرضى في حالة الأزمات. وإن كانت الهجمات على مرافق الرعاية الصحية استمرت بل وازدادت كثافة في العديد من النزاعات المسلحة حول العالم.

هذا عن الحروب التقليدية أما مصطلح الحروب الإلكترونية يثار عندما ترتكب دولة ما هجوما غير قانوني على كمبيوتر حكومي في دولة أخرى.

من يقول إنه من المبكر الإشارة إلى الحروب إلإلكترونية، عليه أن يعلم أن هناك العديد من الدول التي تشارك في الحرب الإلكترونية منذ سنوات مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية التي تهاجم بلدانا أخرى. ومع ذلك فإن الهجوم السيبراني حتى الآن لا يعتبر عملا حربيا في الأعراف الدولية. في ما يتعلق بوثيقة مجلس الأمن الدولي المشار إليها أعلاه تفتقر لجزء مهم، وهو حماية معدات وحاسبات الخدمات الطبية التي تتطور كل يوم وتحفظ داخل أجهزة كمبيوتر وهو ما يعرف بإنترنت الأشياء. حيث بإمكان أي دولة أن تشن حربا إلكترونية داخل الحرب التقليدية فتعطل جميع الأجهزة والتلفزيونات والإنترنت.

هذا يعني تعطل جميع المواقع الإلكترونية بما فيها الصحف بل واختراقها وبث أخبار ملفقة تضلل الشعوب.

و ما جعلني أفكر فيه شائعات إيقاف جميع الطبعات الورقية لجميع الصحف. الإنترنت ليس مكانا آمنا لنشر أخبار وأوامر دولة في حالة سلم فكيف في حالة الحرب. هو ليس مكانا موثوقا أو أخلاقيا في حالة السلم فكيف به في حالة الحرب.

الحروب المستقبلية حروب إلكترونية أو على الأقل ذات مقدمات إلكترونية. نعم قد لا تسيل فيها دماء البشر. لكن بالتأكيد ستسيل فيها دماء الحقيقة.

لا أعتقد أن فكرة الاستغناء عن الطبعات الورقية للصحف فكرة آمنة لأي دولة.

May_khaled@hotmail.comMayk_0_0@