-A +A
عبدالرحمن الثابتي
لست عالماً ولست متخصصاً في الباثولوجيا -علم الأمراض- ولكنني أزعم أنني اكتشفت مرضاً جديداً يسمى حساسية الشورى، وهذا المرض إن صح التعبير له أعراض متناقضة، حيث يعاني المصاب به من عرضين متضادين؛ العرض الأول حساسية مفرطة من النقد، والعرض الآخر ضعف الإحساس بحاجة المجتمع وتطوره من ناحية أخرى.

الشورى جهاز حكومي يدلي برأيه في السياسات العامة وخطة التنمية المحالة إليه من مجلس الوزراء، كما يدرس الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وفوق هذا وذاك يقوم بتفسير الأنظمة، ويناقش التقارير السنوية للوزارات وكل الأجهزة الحكومية ويقترح ما يراه حيالها، وهنا نرى أن النقد من صميم عمل المجلس وبالتالي من صميم عمل العاملين به.


من خلال متابعتي لإحدى السيدات الكريمات -عضو مجلس الشورى- على حسابها الموثق على موقع تويتر لاحظت أنها تتعامل مع شريحة اجتماعية ظهرت مؤخراً أطلقن على أنفسهن مسمى النسويات، وهذ الفئة سواءً اتفقنا أو اختلفنا معها ما لم ترتكب جرماً تبقى شريحة من المجتمع يجب احترامها، ورغم اختلافي معهن في أمور جذرية إلا أنني لا أشكك في وطنيتهن ولا في ولائهن لهذا الوطن العظيم، رغم سقطات كبرى ظهرت ممن ينتسبن لهذا التيار، لاحظت أن السيدة عضو المجلس تتعامل معهن بحدة وتعمم في التعامل معهن وتعرض بوطنيتهن، وهو ما جعلني أتداخل معها لأبين وجهة نظري بكل احترام وتقدير، تخيل عزيزي القارئ قامت بحظري من متابعة حسابها احتجاجا على رأي قدمته بكل اللباقة الممكنة!

هذا يجعلني أعيد تساؤلا ليس بالجديد عن مستوى وعي وكفاءة بعض أعضاء «الشورى» ومدى حساسية المجلس وأعضائه للنقد وللرأي المخالف؟ وهل هنالك مرض جديد يسمى حساسية الشورى؟ وما هي أعراضه؟ والسؤال الأكثر إلحاحا هل جهاز الشورى يواكب رؤيتنا الطموحة ٢٠٣٠ وطموح مهندسها سيدي ولي العهد؟

* كاتب سعودي

A_ALTHABTY@