-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
تواصل مبادرة (مواسم السعودية) بنجاح فعاليات السياحة والترفيه بحزمة واسعة تضم 11 موسما تغطي معظم المناطق، لتمثل خارطة جديدة للسياحة هي الأولى إقليميا بهذا المستوى من التنظيم والإمكانات، وتحديد مواعيد ومواقع المناسبات الوطنية والترفيهية وحتى الاقتصادية مثل المؤتمرات والمعارض المتخصصة في العديد من المناطق والمدن التي تمتلك مقومات سياحية.

فبلادنا متنوعة المناخ وغنية بكافة مقومات السياحة، منها التاريخية بكنوزها التراثية التي تطل اليوم على العالم، وشواطئ وجزر ساحرة على موعد مع استثمارات كبيرة دخلت حيز الاستثمار الخيالي.. فقط كان قطاع الترفيه والسياحة بحاجة إلى استثمار هذه المقومات في صناعة متطورة للسياحة مثل دول عديدة يقوم اقتصادها بدرجة كبيرة على مداخيل السياحة وتجذب عشرات الملايين من السائحين وتخطط للمزيد كل عام بالجديد من الخدمات والمشروعات المبتكرة.


مواسم السعودية التي انطلقت في جدة لنحو 40 يوما وكذا الرياض وقبلهما الشرقية وغيرها من المواسم القادمة خلال بقية العام، تقدم المئات من الفعاليات من حفلات فنية لنجوم ومشاهير الفن السعوديين ومن دول خليجية وعربية، جاؤوا إلى جمهورهم السعودي العريض، والعروض العالمية التي كانت تجذب سائحينا في الخارج. وهاهي عادت السينما بفخامة مبهرة، وسيعود المسرح وستطل الأوبرا السعودية.

كل هذا يحقق مردودا إيجابيا للمجتمع وعائدات اقتصادية مباشرة، وتقليص الإنفاق على السياحة الخارجية، وتوفير آلاف فرص العمل للشباب والشابات ومواسم رزق لأصحاب المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال في هذا القطاع، وبهذا يمكن القول إن قطار السياحة ينطلق متسارعا بمفهوم حديث ويحقق للجمهور ما كان يسافر من أجله إلى الخارج وأصبحت المملكة تنافس على مستقبل السياح العالمية.

تبقى ملاحظات عدة لتكتمل أهداف هذه المواسم والفعاليات السياحية والترفيهية باستدراك جوانب وفوائد مهمة، ومن ذلك أنه رغم وجود منصة إليكترونية لمواسم عام كامل، إلا أن الإعلان عن تفاصيل كل موسم مبكرا ضرورة بشأن الفعاليات والبرامج الترفيهية والحفلات والعروض وأسماء النجوم وفتح باب الحجز الإليكتروني حتى يحدد الجمهور رغبته ويرتب مواعيده قبل وقت مناسب خاصة الذين يأتون إليها من مناطق أخرى ومعهم أسرهم.

هذا يقودنا إلى تطوير خدمات قطاع السياحة والسفر من مكاتب وشركات الحجز سواء داخل المدن أو خارجها، بأن تقدم عروضا مشجعة في حزمة متكاملة لتكلفة الرحلة والبرنامج من تذاكر وسكن فندقي والمواصلات والبرامج السياحية التي يمكن أن يختارها الزائر لمدن نشطة مثل جدة، وتشمل على سبيل المثال زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا يشجع الآلاف وأسرهم ويوفر الوقت وأعباء ترتيب الرحلات السياحية بين المدن وحتى السائحين من الخارج وقد أتيحت لهم التأشيرة الفورية بإجراءات مبسطة.

الملاحظة الثالثة هي ارتفاع أسعار الحفلات والبرامج الترفيهية والتي تعد خيالية لبعض الشرائح خاصة للأسر التي يصعب على أفرادها التمتع بهذه الفعاليات لارتفاع التكلفة، فلماذا لا تتاح لهم عروض لبعض الفعاليات، ومزايا سعرية للمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة حتى لا نحرمهم من هذه المواسم وأوقات البهجة.

بشكل عام البداية مشجعة لهذا الموسم وجهود موفقة من القائمين على المبادرة والجهات المشاركة تنظيما ومتابعة وخدمات، وحقيقة يعد هذا النجاح ترجمة مستحقة لرؤية المملكة بخطوات عملية نحو التنمية السياحية المستدامة بشكل عصري ينافس جاذبية الخارج، ومثل هذا التنوع الواسع للفعاليات يسجل نجاحا مردوده كبير لصالح الاقتصاد الوطني ورفاهية المجتمع.

* كاتب سعودي